حديث في الشهداء

اقرأ في هذا المقال


لقدْ منَّ اللهُ على المؤمنينَ بأنْ جعلَ لهمْ منَ الأجر العظيمِ على جهادِهمْ في سبيلِ اللهِ، كما أنَّ هذا الأجرُ يُضاعفُ لمنْ يقتَلُ في ساحَةِ المعركةِ خارجاً لوجهِ اللهِ يبتغي رضوانَهُ عزَّ وجلَّ، ولكنَّ الشّهادّةَ ليستْ في القتالِ فقطْ بلْ منْ ماتَ في حالاتٍ عدَّةِ، فتعالوا نتعرَّفُ على أنواعِ الشُّهداءِ في حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

الحديث:

يرْوي الإمامُ البخاريُّ رحمهُ اللهُ في صحيحه: ((حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، أخبرنا مالكٌ، عنْ سُمَيٍّ، عنْ أبي صالِحٍ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنْهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (الشُّهداءُ خمْسةٌ: المطْعونُ، والمبْطونُ، والغَرِقُ، وصاحبُ الهدْمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ). رقمُ الحديثِ: 2829)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحِه، في كِتابِ الجهادِ والسِّيَرِ، بابِ الشَّهادَةُ سبْعٌ سوى القتلُ، ويروي الإمامُ البخاريُّ الحديثِ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ يوسُفَ الكِلاعيِّ منْ المُحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ويروي عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ الحديثَ منْ طريقِ مالكِ، ومالكُ هو الإمامُ مالكُ بنُ أنَسِ المَدَنيُّ وهو منْ كبارِ أتْباعِ التَّابعينَ، ويروي الإمامٌ مالكٌ الحديثَ منْ طريقِ سُميٍّ، وسُميٌّ هوَ القرشيُّ المخزوميُّ كانَ مولىً لأبي بكرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ الحارِثِ، وهو منْ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرويهِ سُميٌّ منْ طريقِ أبي صالِحٍ ذكوانَ السَّمانِ، ليصِلَ الحديثُ إلى جيلِ الصَّحابَةِ لِيُرْوى منْ طريقِ أبي هريرَةَ عبدُ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ منْ المكثرينَ لروايَةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ النَّبويُّ إلى أصنافِ الشُّهداءِ وهمْ خمسةٌ:

  1. المطعونُ: والمطعونُ هو منْ ماتَ بمرضِ الطَّاعونِ.
  2. المبطونِ: وهو الّذي ماتَ بمرضٍ في بطْنِهِ .
  3. الغَرقُ: والغرِقُ هو منْ ماتَ غريقاُ في الماءِ ولمْ يستطِعِ النَّجاةَ.
  4. صاحبُ الهدمِ: وهوَ منْ ماتَ تحتَ بيتٍ أو بناءٍ وقعَ وانْهدَمَ عليهِ.
  5. الشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ: وهو منْ قُتلَ في أثناءِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ مُخلِصاً عملُهُ لله تعالى.


وسببُ اشتمالِ المذكورينَ الأربعَةِ ما عدى الشهيدُ في سبيلِ اللهِ بالشَّهادَةُ لما عانوا منْ قساوَةِ ماسبقَ موْتُهمْ بهِ، لكنْ ذهبَ أهلُ العلْمِ إلى تفضيلِ ورفْعَةِ شأنِ ومنْزلَةِ الشَّهيدِ في سبيلِ اللهِ على منْ سواهُ منَ المذكورينَ.

ما يرشد إليه الحديث الشَّريف:

منَ الأمورِ والدُّروسِ المستفادَةِ منَ الحديث:

  • الشَّهادَةُ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ في الخمسّةِ المذكورينَ رحمةً منْهُ وتصبيراُ لمنْ نالها وثواباً على ما تحمَّلوهُ قبلَ موتِهمْ.
  • فضلُ الشَّهيدِ في سبيلِ اللهِ على منْ سواهُ لما بذلَهُ منْ مجهودِ كبيرٍ في إعلاءِ كلمة اللهِ عزَّ وجلَّ.

شارك المقالة: