لقد خلقَ الله تعالى الأرضَ ، وجعلَ فيها منَ الإنس والجن، وقد جعلَ الله تعالى عالمَ الإنسِ في العلن، وجعل في عالم الخفاء الجنّ والشّياطين، وقدْ بيّن النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ لكلّ إنسانٍ قرينٌ منَ الجنّ للغواية والوسوسة، وسنعرضُ حديثاً في قرينِ ابنِ آدمَ منَ الجنّ.
الحديث
أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، وإسحاقُ بنُ إبراهيمَ، قال إسحاقُ: أخبرنا، وقال عثمانُ: حدّثنا جريرٌ، عنْ منصورٍ، عنْ سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عنْ أبيه، عنْ عبدِ الله بنِ مسعودٍ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ: “ما منكمْ منْ أحدٍ إلّا وُكّلَ بهِ قرينهُ منَ الجنِّ”، قالوا: وإيّاكَ يا رسولَ الله؟، قال: “وإيّايَ، إلّا أنّ اللهَ أعانني عليه فأسلمَ، فلا يأمرني إلّا بخيرٍ“)). رقمُ الحديث:69/2814.
ترجمة رجال الحديث
الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ صفةُ القيامة والجنّة والنار، بابُ: (تحريشُ الشّيطان وبعثهُ سراياه لفتنة النّاسِ)، والحديُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضيَ الله عنهُ، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابة، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- عثمانُ بنُ أبي شيبة: وهوَ أبو الحسنِ، عثمانُ بنُ محمّدِ بنِ إبراهيمُ العبسيُّ (156ـ239هـ)، وهوَ منْ ثقات رواة الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ أبو يعقوبَ، إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحنظليُّ (161ـ237هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ تبعِ الأتباع أيضاً.
- جريرٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ الضّبيُّ (110ـ188هـ)، وهوَ منْ ثقاj الرّواةِ منْ أتباع التّابعينَ.
- منصورٌ: وهوَ أبو عتابٍ، منصورُ بنُ المعتمرِ السّلميُّ (ت: 132هـ)، وهوَ من ثقات المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- سالمُ بن أبي الجعدِ: وهوَ أبو أسماءَ، سالمُ بنُ رافعٍ الغطفانيُّ (ت: 97هـ)، وهوَ منْ ثقات محدّثي التّابعينَ في الحديث.
- أبو سالمٍ: وهوَ رافعٌ أبو الجعدِ الغطفانيُّ، وهوَ منْ ثقات التّابعينَ في رواية الحديث.
دلالة الحديث
يشيرُ الحديثُ النّبويُّ إلى قرينِ الإنسانِ منَ الجنّ والشّياطينِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّ الشّيطانَ له منَ السّرايا قرناءَ لابنِ آدمَ يغووهمْ ويأمُروهمْ بالمعاصي، كما بيّن النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّهُ لمْ يسلمْ هوَ منَ القرينِ لكنّ قرينهُ أسلمَ واستسلمَ، وذلكَ لأنّ النّبيَّ عليه الصّلاة والسّلامُ معصومُ منَ الغوايةِ والوسوسة منَ الشّيطان، وفي هذا الحديثِ دليلُ على استطاعة الإنسانِ محاربةِ قرينه بالطّاعة لله تعالى، والله تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث
من الفوائد من الحديث:
- لكلِّ إنسانٍ قرينهُ منَ الجنّ.
- محاربة القرينِ بالطّاعة والعبادة.