حديث في النهي عنِ البناء على القبور

اقرأ في هذا المقال


لقدْ جاءَ الإسلامُ ليهذّبَ النّفسَ البشريّةَ ويوجهها إلى عبادة التّوحيدِ، ولمْ يجعلْ بينَ الإنسانِ وبينَ ربّه واسطة، كما خلّصَ الإسلامُ الإنسانَ منَ الضّلالات الّتي تمسُّ عقيدةَ التّوحيدِ عنده، ومنها تمجيدُ أصحابِ القبورِ والبناءُ على قبورهم، وبناءُ المساجدَ عليها، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمٌ يرحمهُ اللهُ في صحيحه: ((وحدّثني زهيرُ بنُ حربٍ، حدّثنا يحيى بنُ سعيدٍ، حدّثنا هشامٌ، أخبرني أبي، عنْ عائشةَ: أنَّ أمَّ حبيبةَ وأمَّ سلمةَ ذكرتا كنيسةً رأيْنها بالحبشة فيها تصاوير، لرسول الله صلّى الله عليه وسلّمَ، فقالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ: “إنَّ أولئكَ إذا كانَ فيهمُ الرّجلٌ الصّالحُ، فماتَ بنوْا على قبرهِ مسجداً، وصوّروا فيه تلكَ الصّور، أولئكَ شرارُ الخلقِ عندَ اللهِ يومَ القيامة”)). رقم الحديث: 16/528.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورًُ يورده الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيح في كتابِ المساجدِ ومواضعِ الصّلاةِ، بابُ: (النّهي عنْ بناءِ المساجدِ على القبور)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّةِ الجليلةِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهي عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصدّيقِ رضيَ اللهُ عنهما، وهي منَ المكثراتِ في الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ فهم:

  • زهيرُ بنُ حربِ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ حربِ بنِ شدّادٍ الحرشيُّ (160ـ232هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقات منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • هشامٌ:  وهوَ أبو المنذرُ، هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزّبيرُ بنُ العوّامِ القرشيُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواةِ للحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى حكمِ بناءِ المساجدِ على القبورِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ حرمةَ ذلكَ بما روته أمّهاتِ المؤمنينَ أمُّ سلمةَ وأمُّ حبيبةَ للنّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام عنْ كنيسةٍ بالحبشةِ فيها تصاويرَ فبيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ صفاتَ أولئكَ في بناءِ الكنائس والمعالمَ على قبورِ الصّالحينَ، وهي مخالفٌ لعقيدةِ الإسلامِ الّتي تنهى عنْ ذلكَ، كما جاءَ في حديثِ أبي هريرةَ، قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ: “قاتلَ الله اليهودَ، اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ”، ومنه يؤخذُ حكمُ الحرمةِ في بناءِ المساجدِ على القبورِ ولو كانَ نبيّاً، والله تعالى أعلمْ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حرصُ الإسلامِ على تعظيمِ الله تعالى وحده.
  • حرمة بناء المساجدِ على القبور.

شارك المقالة: