حديث في سجود تلاوة القرآن

اقرأ في هذا المقال


إنَّ القرآنَ الكريمَ أوَّلُ المصادرِ التشريعيَّةِ في الإسلامِ، ولهُ منَ الأهميَّةِ في التعبُّدِ، فهو متعبَّدٌ لتلاوتهِ، وقدْ يمرُّ الإنْسانُ بآيةٍ فيها سجودٌ، فما عليهِ إلّا أنْ يسجدَ تطبيقاً لسنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، فقدْ كانَ يسجدُ سجودَ التِّلاوةِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وسنعرضُ حديثاً في سنَّةِ سجودِ التِّلاوةِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في أبواب سجودِ القرآنِ: ((حدَّثَنا حفصُ بنُ عمرَ، قال: حدَّثَنا شعبةُ، عنْ أبي إسحاقَ، عنِ الأسودِ، عنْ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ قرأ سورةَ النجمِ فسجدَ بها، فما بقي أحدٌ منَ القومِ إلَّا سجدَ، فأخذَ رجلٌ منَ القومِ كفاً منْ حصى أوْ ترابٍ فرفعهُ إلى وجههِ، وقالَ يكفيني هذا. فلقدْ رأيتهُ بعدُ قُتلَ كافراً)). رقمُ الحديثِ1070.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريّ في الصَّحيحِ في أبوابِ سجودِ القرآنِ؛ بابُ سجدةِ النَّجمِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ الهذليُّ الكوفيُّ، وهوَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • حفصُ بنُ عمر: وهوَ أبو عمرَ، حفصُ بنُ عمرَ بنِ الحارثِ الحوضيُّ الأزْديُّ (ت:225هـ)، وهوَ منَ الرُّواةِ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • شعبةُ: وهوَ أبو بسطامَ، شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ المحدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • أبو إسحاقَ: وهوَ أبو إسحاقَ، عمرو بنُ عبدُ اللهِ بنِ عبيدٍ السُّبيعيُّ (29ـ129هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.
  • الأسودُ: وهوَ أبو عمرو، الأسودُ بنُ يزيدَ بنِ قيسٍ النخعيُّ (ت:74هـ)، وهوَ منَ الثّقات المحدّثينَ منَ التّابعين.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى سنَّةٍ وأدب منْ آدابِ تلاوةِ القرآنِ الكريمِ؛ كلامُ اللهِ عزَّ وجلَّ الذي يتعبَّدُ المسلمُ بتلاوتهِ، وهذهِ السُّنَّةُ هي سجودُ التِّلاوةِ، وسجودُ التِّلاوةِ هوَ أنْ يقومُ المسلمُ بالسُّجودِ إذا مرَّ بآيةٍ فيها سجدةٌ، وسجودُ التلاوةِ سجدةٌ واحدةٌ، فإذا كانتِ القراءةُ في الصَّلاةِ يركعُ ثمَّ يقومُ فيكملُ.

وإذا كانتْ بخارجِ الصَّلاةِ فيسجدُ سجدةً واحدةً، وسجودُ السَّهوِ بلا تسليمٍ، وهوَ ما كانَ منْ فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الواردِ في الحديث، أمَّا عنْ ذلكَ الرَّجلِ الّذي لمْ يسجدْ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فماتَ كافراً، فأوردَ بعضُ أهلِ العلمِ أنَّهُ رجلٌ لمْ يسلمْ بعدُ، وقيلَ هوَ الوليدُ بنُ المغيرةِ وقيلَ أميَّةُ بنُ خلفٍ، واللهُ تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والفوائدِ المستفادة من  الحديث:

  • منزلةُ القرآنِ الكريمِ بوصفهِ كلامُ اللهِ تعالى.
  • سنَّةُ سجود التلاوة لفعل النّبي صلّى الله عليه وسلّم لذلكَ.
  • سجود التلاوة سجدة واحدة.

شارك المقالة: