حديث في سنة الاستنجاء بالحجارة

اقرأ في هذا المقال


لم نزلْ نتابعُ صحيح البخاري في كتاب الوضوء، نستعرضُ أحاديثاً منْ أحاديثه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في آدابِ دخولِ الخلاء والوضوء والطَّهارة، آدابٌ علَّمها عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لمنْ كانَ معه منَ الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، لينقلوها إلى الأمَّةِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وسنستعرضُ الآن حديثاً في سنَّةِ الاستنجاءِ بالحجارة.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمه اللهُ في الصَّحيحِ: (( حدَّثنا أحمدُ بنُ محمَّدٍ المكّيُّ، قال: حدَّثنا عمرو بن يحيى بنِ سعيدِ بنِ عمرٍو المكيُّ، عنْ جدِّهِ، عنْ أبي هريرةَ ، قال: اتَّبعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وخرجَ لحاجتهِ، فكانَ لا يلتفتُ، فدنوتُ منهُ فقالَ: (ابْغِني أحجاراً أسْتَنْفضْ بها ـ أو نحوهُ ـ ولا تأتني بعظْمٍ ولا روثٍ). فأتيتُهُ بأحجارٍ بطرفِ ثيابي، فوضعتها إلى جنْبهِ وأعرضتُ عنهُ، فلمَّا قضى أتْبعهُ بهنَّ)). رقمُ الحديثِ: 155.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه، في كِتابِ الوضوءِ، بابُ الاستنجاءِ بالحجارةِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، منَ الصَّحابةِ المكثرينَ بروايةِ الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • أحمدُ المكِّيُّ: وهوَ أبو الوليدِ، أحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الوليدِ المكيُّ الأزرقيُّ (ت:212هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ، ووثّقهُ جمعٌ منْ أصحابِ الحديث.
  • عمرو المكيُّ: وهوَ أبو أميَّةَ، عمرو بنُ يحيى بنِ سعيدٍ المكيُّ القرشيُّ، وهوَ منْ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ منْ زمنِ أتباعِ التَّابعينَ.
  • جدُّ عمرو المكيِّ: وهوَ سعيدُ بنُ عمرِو بنِ سعيدِ بنِ العاصِ الأمويُّ القرشيُّ (ت:120هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى آدبٍ منْ آدابِ دخولِ الخلاءِ والاستنجاءِ، والمقصودُ بالاستنجاءِ: تخلُّصُ المسلمُ منَ النجاسةِ والحدثِ منَ الغائطِ والبولِ عندَ دخولِ الخلاءِ، أمّا ما جاءَ في الحديثِ يدلُّ على قيامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ بالاستنجاءِ منَ الحدثِ بالحجارةِ، فقدْ طلبَ عليهِ الصَّلاةُ والسّلامُ منْ أبي هريرةَ أنْ يجلبَ لهُ حجارةَ يستنجي بها، ونهاهُ أنْ يأتي لهُ بعظْمٍ أو روثٌ، أمَّا سببُ طلبهِ للحجارةِ لوفرتها، وسببُ النَّهيِّ عنْ العظمِ والرَّوثِ كما بيَّنَ بعضُ العلماءِ منْ حديثٍ آخرَ أنَّها منْ طعامِ الجنِّ وأنَّهما لا يُطَهِّرانِ الحدثَ واللهُ أعلم.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ المأخوذةِ منَ الحديثِ:

  • جوازُ الاستنجاءِ بالحجارةِ لفعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذلكَ.
  • النَّهيُ عنِ الاستنجاءِ بالعظمِ والرَّوثِ.

شارك المقالة: