حديث في شرط الوضوء للصلاة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعلِّمُ الصَّحابةَ أمورَ دينهم، وكانوا لا يتوانونَ في سؤالِهِ عنْ ذلكَ، وما توفيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا وقدْ تعلَّمَ منْهُ الصَّحابةُ الأحكامَ والعبادات، ومنْ هذه العباداتِ الصَّلاةَ وكلَّ شروطِ صحَّتِها، وسنعرضُ حديثاً في شرطِ الوضوءِ للصَّلاةِ، وماهي نقائضُ الوضوء.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: (( حدَّثَنا إسحاقُ بنُ إبراهيمُ الحنظليُّ، قال:  أخبرنا عبدُ الرَّزَّاقِ، قال: أخبرنا مَعْمرٌ، عنْ همَّامِ بنِ مُنبِّهٍ أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقول: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا تقبلُ صلاةُ منْ أحدثَ حتَّى يتوضّأَ). قالَ رجلٌ منْ حضرموتَ: ما الحدثُ يا أبا هريرةَ؟ قال: فُساءٌ أوْ ضراطٌ )). رقمُ الحديثِ: 135.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوضوءِ، بابُ لا تقبلُ صلاةٌ بغيرِ طهورٍ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الرَّاوي أبي هريرةَ رضيّ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ منْ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • إسحاقُ بنُ إبراهيمُ: وهوَ أبو يعقوبَ، إسحاق بن إبراهيمَ بنِ مخلدٍ الحنظليُّ (161ـ237هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • عبد الرَّزَّاقِ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ الرَّزَّاقِ بنُ همَّامٍ الصنعانيُّ (126ـ211هـ)، وهو من المحدِّثينَ منْ تبعِ الأتباعِ أيضاً.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى شرطٍ منْ شروطِ صحَّةِ الصَّلاةِ وهوَ الوضوء، والوضوءُ هوَ بطريقتِهِ المعروفةِ والواردةُ في قولِهِ تعالى: (يا أيُّها الّذينَ آمنوا إذا قمتم إلى الصَّلاةِ فاغسلوا وجوهكمْ وأيديكمْ إلى المرافقِ وامسحوا برؤوسكم وأرجلكمْ إلى الكعبينِ). والوضوءُ هوَ شرطُ صحَّةٍ للصَّلاةِ المقبولةِ، وقدْ بيَّنَ الحديثُ أيضاً وجوبَ الوضوءِ لمنْ أحدثَ، والحدثُ هوَ كما وردَ فساءُ أوْ ضراطٌ وهوَ ما خرجَ منْ إحدى السَّبيلينِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • وجوبُ الصَّلاةِ ووجوبُ الوضوءِ لصحَّتِها.
  • منْ نواقضِ الوضوءِ الفساءُ والضُّراطُ.
  • عدمُ جوازِ الصَّلاةِ وقبولِها دونَ وضوءٍ.

شارك المقالة: