حديث في طول السجود في صلاة الكسوف

اقرأ في هذا المقال


إنَّ لصلاةِ الكسوفِ هيئتها الّتي وضَّحها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الحديثِ، ومنْ هيئاتها بالنِّداءِ إليها بالصَّلاةِ جامعة، ومنها أيضاً طولُ السَّجودِ كما كانَ يفعلُ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّمُ، وسنعرضُ حديثاً في هيئةِ سجودِ صلاةِ الكسوفِ كما فعلَ النَّبيُّ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كتابِ الكسوفِ: ((حدَّثَنا أبو نُعيمٍ، قال: حدَّثَنا شيبانُ، عنْ يحيى، عنْ أبي سلمةَ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنَّهُ قال: : لمَّا كُسفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نوديَ: إنَّ الصّلاةَ جامعةٌ، فركعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ركعتينِ في سجدةٍ، ثمَّ قامَ فركعَ ركعتينِ في سجدةٍ، ثمَّ جلسَ، ثمَّ جُليَ عنِ الشّمسِ، قال: وقالتْ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: ما سجدْتُ سجوداً أطولَ منها)). رقمُ الحديث: 1051.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كِتابِ الكسوفِ؛ بابُ طولُ السُّجودِ في الكسوفِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرو رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ القرشيُّ (ت:63هـ)، وهوَ منَ الصَّحابةِ المكثرينَ للروايةِ للحديثِ عنِ النَّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • أبو نُعيمٍ: وهوَ أبو نُعيمٍ، الفضلُ بنُ دُكين الملائيُّ الكوفيُّ (130ـ218هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديث.
  • شيبانُ: وهوَ أبو معاويةَ، شيبانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ التَّميميُّ (ت:164هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ المحدِّثينَ من أتْباعِ التّابعينَ.
  • يحيى: وهوَ أبو نصرٍ، يحيى بنُ أبي كثيرٍ الطّائيُّ (ت:129هـ)، وهوَ منَ الرٌُّواةِ الثِّقاتِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • أبو سلمةَ: وهوَ أبو سلمةَ، ابنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ القرشيُّ الزُّهريُّ، وهوَ منْ ثقاتِ المحدِّثينَ المعروفينَ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى كيفيَّةِ صلاةِ الكسوفِ، وهي كما فعلها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندما كسفتِ الشَّمسُ، حيثُ نوديّ إلى الصَّلاةِ جامعةً، ثمَّ صلى صلاةَ الكسوفِ ركعتينِ مثنى، في كلِّ ركعةٍ ركعتينِ وسجودُ واحدٌ، وهوَ معنى (ركعتينِ في سجدةٍ)، وكان عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يطيلُ الرُّكوعَ والسُّجودَ فيها، وكيفيَّتها هي كالصَّلاةِ العاديَّةِ إلَّا أنَّهُ لا يسجدُ منَ الرُّكوعِ الأولِ بل يعودُ لقراءَةِ ما تيسَّرَ منَ القرآنِ ثمَّ يركعُ ركوعاً ثانياً وينزلُ للسُّجودِ وهكذا هي في الرَّكعةِ الثَّانيةِ، كما يشيرُ الحديثُ إلى طولِ الرُّكوعِ والسُّجودِ في حياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • صلاةُ الكسوفِ منَ السننِ المؤكّدةِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.
  • طول الرُّكوع والسجود في صلاةِ الكسوف.

شارك المقالة: