حديث في علم عبد الله بن مسعود بين قراء الصحابة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ أصحابُ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ منْ أعلمِ الأمّةِ بما جاءَ من الوحي والتّنزيلِ، وذلكَ بفضلِ صحبتهم وملازمتهم  لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، ولقدْ كانَ منْ بينهمْ منْ تميّزوا بعلمِ القرآنِ وعلومهِ، ومن هؤلاء عبدِ الله بن مسعودٍ، فتعالوا معنا في حديثٍ شاهدِ على علمِ هذا الصّحابيِّ الجليلِ.

الحديث:

يروي الإمام البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عمرُ بنُ حفصٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمشُ، حدّثنا مسلمٌ، عنْ مسروقٍ قال: قالَ عبدُ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُ: والله الّذي لا إله غيرهُ، ما أنْزلتْ سورةٌ منْ كتابِ اللهِ إلّا أعلمُ أينَ أُنْزلتْ، ولا أُنْزلتْ آيةٌ منْ كتابِ الله إلّا أنا أعلمُ فيمَ أُنْزلتْ، ولو أعلمُ أحداً أعلمَ منِّي بكتابِ اللهِ تبلّغُهُ الإبلُ لركبتُ إليهِ)). رقمُ الحديثِ: 5002.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ فضائلِ القرآنِ، بابُ القرّاءِ منْ أصحابِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، والحديثُ موقوفٌ عندّ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ الله رضيَ الله عنهُ وهوَ عبدُ الله بنُ مسعودٍ الهذليُّ، منَ الصّحابة المحدّثينَ والمكثرينَ في الرّوايةِ، أمّا بقيّةُ رجال الحديث:

  • عمرُ بنُ حفصٍ: وهوَ أبو حفصٍ، عمرُ بنُ حفصِ بنِ غيّاث النّخعيُّ (ت: 222هـ)،  وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
  • أبو عمر: وهوَ حفصُ بنُ غيّاث النخعيُّ (117ـ194هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • الأعمشُ: وهوَ أبو محمّدٍ، سليمانُ بنُ مهرانَ الأسديُّ الأعمشِ (61ـ145هـ)، وهوَ منْ كبارِ ثقاتِ الحديثِ منَ التّابعينَ.
  • مسلم: وهوَ أبو الضّحى، مسلمُ بنُ صبيحٍ الهمدانيُّ (ت: 100هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • مسروق: وهوَ أبو عائشةَ، مسروق بن الأجدعِ الهمدانيُّ (ت: 62هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديث إلى فضلِ صحابيٍّ جليل وعلمه بالقرآنِ الكريمِ، والحديثُ موقوفٌ عليه وهوَ عبدُ اللهُ بنُ مسعودٍ الهذليُّ، وقدْ بيّنَ الرّاوي علمهُ بالقرآنِ الكريمِ وأسبابِ النّزولِ ومواقعِ نزولِ القرآنِ الكريمِ، وذلكَ لملازمتهِ النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ومعرفته ذلكَ، وقدْ كانَ منَ الصّحابةِ الّذينَ بيّنَهم النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أنّهمْ منْ أقرأ صحابتهِ، وكانَ يقولُ فيهِ: (منْ أحبَّ أنْ يقرأ القرآنَ غضّاً كما أُنْزلَ فليقرأَهُ على قراءةِ ابنِ أمِّ عبدٍ)، وقدْ قصدَ بذلكَ عبدَ الله بنَ مسعودٍ.

ما يرشد إليه الحديث:

من الفوائد من الحديث:

  • فضلُ الصّحابةِ في نقل القران وملازمة النّبيِّ وحضور الوحي والتّنزيلِ.
  • فضلُ عبدِ الله بنِ مسعودٍ الهذليُّ في قراءة القرآنِ، وكانَ منْ أقرأ الصّحابة.

شارك المقالة: