لقدْ فرضَ اللهُ تعالى على أمَّةِ الإسلامِ صّيامَ شهرِ رمضانَ الكريم، وجعل للصائمينَ منَ الأجر والثّوابِ العظيمينِ، لما لهذا الرّكنِ منْ أركانِ الإسلامِ فضلٌ وأجرٌ وثوابٌ يترتب للصائمِ، وقدْ كانَ لشهرِ رمضان المنزلةَ الكبيرةَ في الصّومِ وتركِ المنكراتِ أكثرَ منْ غيرهِ منَ الشُّهورِ، وفيهِ ليلة القدرِ المباركةِ، وسنعرضُ حديثاً في فضلِ صيامه وفضلِ قيام ليلة القدر.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كتابِ الصَّومِ: ((حدَّثَنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، حدّثنا هشامُ، حدّثنا يحيى، عنْ أبي سلمةَ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (منْ قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتساباً، غفرَ لهُ ما تقدَّمَ منْ ذنبهِ، ومنْ صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غفرَ لهُ ما تقدّمَ منْ ذنبهِ). رقمُ الحديث:1901)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الصَّومِ؛ بابُ منْ صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدُّوسيُّ، منَ المكثرينَ للحديثِ منَ الصَحابةِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهمْ:
- مسلمُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ أبو عمرو، مسلمُ بنُ إبراهيمَ الأسديُّ الأزديُّ (ت:222هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
- هشامٌ: وهوَ أبو بكرٍ هشامُ بنُ أبي عبدِ اللهِ الدّستُوائيُّ البصريُّ (76ـ154هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
- يحيى: وهوَ أبو نصرٍ، يحيى بنُ أبي كثيرٍ الطّائيُّ (ت:129هـ)، وهوَ مكنْ رواةِ الحديثِ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- أبو سلمةَ: وهوَ أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ عوفٍ القرشيُّ الزّهريُّ (ت:94هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى عظمِ أجرِ منْ صامَ رمضانَ إيماناً بوجوبهِ واحتساباً لوجهِ اللهِ تعالى، وكذلكَ منْ قامَ ليلةَ القدرِ لعظمِ منزلتها في الإسلامِ، وقدْ بيَّنَ الحديثُ إلى أنَّهُ منْ قامَ ليلةَ القدرِ تعبُّداً وتقرّباً للهِ بكثيرٍ منَ العباداتِ كالقيامِ والذّكرِ والاعتكافِ بغفرانِ اللهِ تعالى ما سبقَ وتقدَّمَ منْ ذنبهِ بشرطِ أنْ يكونَ عملهُ ذلكَ مخلصاً للهِ تعالى ومؤمناً بتوجّههِ إليهِ، وكذلكَ منْ صامَ رمضانَ صيامَ المتعبّدينَ التّاركينَ للملذّاتِ محتسباً مشقّتهُ وعنائهُ لوجهِ اللهِ تعالى فإنّهُ يغفرُ له ما أذنبَ قبلهُ، واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديثِ:
- عظمُ أجرِ منْ صامَ رمضانَ وقامَ ليلةَ القدرِ.
- عظمُ منزلةِ شهر رمضانَ وليلةُ القدرِ فيهِ.