حديث في قصر الصلاة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بيَّنتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ للنَّاسِ أحكامها وعباداتها ومنها الصَّلاةُ، فقدْ كانَ لها منَ الأركان والمواقيتِ ما بينه القرآنُ والحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ، وجُعلَ لها منَ الرٌّخصِ ما كانَ فيهِ تيسيرٌ لأحوالِ النَّاسِ وتخفيفاً عنهمْ، وتأكيداً أنَّ الإسلامَ دينُ الرَّحمة، وأنّهُ لمْ يأتِ للمسلمِ بما لا يطيق، ومنْ رخصِ الإسلامِ في الصَّلاةِ القصرُ بسببِ السَّفرِ، وسنعرضُ حديثاً في مشروعيةِ القصرِ في السَّفرِ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في صحيحه في أبوابِ تقصيرِ الصّلاةِ: (( حدَّثِنا أبو معمرٍ، حدَّثَنا عبدُ الوارثِ، قال: حدَّثنا يحيى بنُ أبي إسحاقَ، قال: سمعتُ أنساً يقول: خرجنا معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منَ المدينةِ إلى مكَّةَ، فكانَ يُصلِّي ركعتينِ ركعتينِ حتَّى رجعنا إلى المدينةِ، قلتُ: أقمتمْ في مكَّةَ شيئاً؟، قال: أقمنا بها عشراً)). رقمُ الحديثِ:1081.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلُ البخاريُّ في الصَّحيحِ في أبوابِ تقصيرِ الصَّلاةِ؛ بابُ ما جاءَ في التَّقصيرِ وكمْ يقيمُ حتَّى يقصرُ، والحديثِ منْ طريقِ الصَّحابيِّ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ خادمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنسُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ النَّجَّاريُّ، وهوَ منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • أبو معمرٍ: وهوَ أبو معمرٍ، عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو التَّميميُّ المنقريُّ (ت:224هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • عبدُ الوارثِ: وهوَ أبو عبيدةَ، عبدُ الوارثِ بنُ سعيدِ بنِ ذكوانَ التَّميميُّ (102ـ180هـ)، وهو منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ من أتْباعِ التَّابعينَ.
  • يحيى: وهوَ يحيى بنُ أبي إسحاقَ زيدِ بنِ الحارثِ الحضرميُّ البصريُّ (ت:136) وهوَ منْ المحدِّثينَ الرُّواةِ منَ التَّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى مشروعيةِ ورخصةِ القصرِ في الصَّلاةِ بسببِ السَّفرِ، والقصرِ يعني: أنْ يُصلِّي المسلمُ الصَّلاةَ الرًّباعيَّةَ ركعتينِ، وهي ثلاثُ صلواتِ: الظُّهرُ والعصرُ والعشاءُ، والقصرُ لا يكونُ لصلاةِ المغربِ والفجرِ، ومشروعيةُ ذلكَ ثبتتْ بفعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الحديثِ، وذلكَ عندما سافرَ منَ المدينةِ إلى مكَّةَ المكرَّمةَ، ومشروعيةُ القصرِ في التخفيفِ عنِ المسافرِ بما يلقى منْ تعبِ وعناءِ السَّفرِ وتعبهِ، واللهُ أعلمُ.

ما يرشدُ إليهِ الحديثِ:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • مشروعيةِ القصرِ في الصَّلاةِ.
  • السَّفرُ منْ أسبابِ القصرِ في الصَّلاةِ.

شارك المقالة: