لقدْ خلقَ اللهُ تعالى الإنسانَ وجعلهُ مستخلفاً في الأرضِ، وجعلَ عليه منْ واجباتٍ ومسؤوليّةٍ عمّنْ يرعاهمْ، فكلُّ إنسانٍ في موقعهِ مسؤولاً عنْ إدارةِ شؤونِ منْ يرعاهمْ، وعليه توجيههمْ إلى كلِّ ما يبتعدونَ بهِ عنِ المعاصي وعليه أمرهمْ بالمعروفِ، وأنَّهُ سيحاسبُ على تقصيره في ذلكَ، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاة والسّلامُ ذلكَ بكثيرٍ منَ الشّواهدِ، وسنعرضُ حديثاً منها.
الحديث:
يروي الإمام البخاري في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدانُ، أخبرنا عبد اللهِ، أخبرنا موسى بنُ عقبةَ، عنْ نافعٍ، عنْ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “كلّكمْ راعٍ، وكلّكمْ مسؤولٌ عنْ رعيّتهِ، والأميرُ راعٍ، والرّجلُ راعٍ على أهلِ بيتهِ، والمرأةُ راعيةُ على بيتِ زوجها وولدهِ، فكلّكمْ راعٍ، وكلُّكمْ مسؤولُ عنْ رعيّته”.)). رقمُ الحديث:5200.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ النّكاحِ، بابُ: (المرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجها)، والحديثُ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيِّ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منَ الصّحابةِ المكثرينَ في رواية الحديثِ عنِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام، أمّا رجالُ سندِ الحديثِ الآخرونَ:
- عبدانُ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدانُ، عبدُ اللهِ بنُ عثمانَ الأزْديُّ (ت:220هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- عبدُ اللهِ: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ المباركِ الحنظليُّ (118ـ181هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- موسى بنُ عقبةَ: وهوَ أبو محمّدٍ، موسى بنُ عقبةَ القرشيُّ الأسديُّ (ت: 141هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منَ التّابعينَ.
- نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ الله، نافعٌ مولى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيّ (ت:116هـ)، وهوَ منَ التّابعينَ في رواية الحديثِ منَ الثّقاتِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث إلى مسؤوليّةِ الرّاعي في منْ يرعاهمْ ومنْ يقعوا تحتَ ولايتهِ، والرّاعي هوَ منْ يرعى شؤونَ منْ يقعوا في مسؤوليّةِ الرّعايةِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنَّ الرّجلَ يجبُ أنْ يقدِّمَ واجباتِهِ في المسؤوليّةِ عنْ بيته ومنْ يعولهمْ، وكذلكَ الأميرُ وليُّ الأمرِ، وكذلكَ أيضاً المرأةُ في بيتِ الزّوجِ في رعايةِ الأبناءِ وتربيتهم والمحافظةِ على مالِ زوجها وبيتهِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ تلكَ المسؤوليةِ ليعرفَ المسلمً مالهُ منَ الحقوق وما عليه منَ الواجبات.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- دعوة النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام لتحمّلِ مسؤوليّةِ الراعي.
- على المسلمِ القيامِ بواجباته الموكولةِ له لكي لا يقعَ في غضبِ اللهِ تعالى وعذابه.