حديث في مهارة قراءة القرآن

اقرأ في هذا المقال


إنَّ القُرْآنَ الكريمَ كلامُ اللهِ عزَّ وجلَّ المُعْجَزِ والمُتعبّد بتلاوتهِ، وفي قراءتهُ فضلُ وأجرٌ كبيرٌ، وقدْ دعا رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى قراءتهِ بتمعُّنٍ وتجويدٍ وتلاوة صحيحة، وبقراءتهِ تتفاوتُ الأجورُ حسبَ مهارةِ قارئهِ وترتيلهِ وتجويدِه، وسنعرضُ حديثاُ في فضلِ الماهرِ في القراءةِ للقرآنِ الكريم.

الحديث:

يروي الإمامُ مسلم بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، ومحمَّدُ بنُ عُبيدٍ الغُبَرِيُّ جميعاً، عنْ أبي عوانَةَ، قالَ ابنُ عُبيدٍ: حدَّثَنا أبو عوانةَ، عنْ قتادَةَ، عنْ زُرارَةَ بنِ أوْفى، عنْ سعدِ بنِ هِشامٍ، عنْ عائِشَةَ، قالَتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الماهِرُ بالقُرآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والّذي يقْرأُ القُرآنَ، ويَتَتَعْتَعُ فيهِ، وهُوَ عليْهِ شاقٌّ لَهُ أجْرانِ). رقمُ الحديثِ: 798)).

سند الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ مُسْلِمُ بنُ الحجَّاجِ النَّيسابوريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ المساجدِ ومواضِعِ الصَّلاةِ، ويبْدَاُ سَنَدُ الحديثِ بقُتيبَةَ بنِ سعيدٍ الثّقفيِّ ومُحَمَّدُ بنُ عُبيدٍ الغُبَريِّ وهما منْ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرْويهِ الإثْنانِ عنْ أبي عَوانَةَ، وأبو عوانَةَ هوَ الوضَّاحُ بنُ عبدِ اللهِ اليَشْكُريُّ منْ أتْباعِ التَّابعينَ في الرِّوايةِ، ويرْويهِ أبو عَوانَةَ عنْ قتادَةَ بنِ دِعامَةَ السَّدوسيِّ منَ التَّابعينَ، ويرْويهِ قتادَةَ عنْ زُرارَةَ بنِ أوفى منَ التَّابعينَ أيْضاً، وزُرارَةَ روى الحديثَ عنْ سعدِ بنِ هشامٍ منَ التَّابعينَ عنْ عائِشَةَ أمِّ المؤمنينَ بنتِ أبي بكرٍ، وعائشَةُ منَ الصَّحابَةِ المُكْثرينَ في روايَةِ الحديثِ عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يُشيرُ الحديثُ إلى فضلِ قارِئِ القُرآنِ الكريمِ، ويتفاوَتُ هذا الأجْرُ بالتَّمَكُّنِ في القِراءَةِ والتَّجويدِ والفَهْمِ، وأعْلَى مراتِبِ الأجْرِ لقارئِهِ بمَهارَةٍ دونَ لحنٍ أوْ خَطأٍ، والماهرُ بالقِراءَةِ يكونُ معَ السَّفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ وهمُ الأنْبياءُ، وسببُ تَسْمِيَةِ الأنْبياءِ بالسَفرَةِ لأنَّهُمْ يَسْفرونَ إلى النَّاسِ بالرِّسالاتِ السَّماوِيَةِ ويبَلِّغونَها لَهُمْ، وقيلَ عنِ السَّفَرَةِ همُ الكَتَبَةُ لوحيِ اللهِ، أمَّ البررةُ فهمُ الطائعونَ العابدونَ، وأمَّا منْ يقْرأُ القُرْآنَ بتَعْتَعَةٍ أي تردُدٍ في التلاوَةِ لقلَّةِ حفْظِهِ وضعْفٍ فيهِ فهوَ لَهُ أجْرانِ: أجْرُ القراءَةِ وأجْرُ التَّعَبِ في بذلِ المَجْهودِ في القِراءَةِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبَرِ المُسْتفادَةِ في الحديثِ:

  • قراءَةُ القُرانِ واجبُ على كلِّ مؤمنِ.
  • القُرْىنُ كلامُ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولكلامِ اللهِ عزَّ وجلَّ عبادَةٌ يتقرَّبُ بها المؤمنُ للهِ .
  • للماهر في قراءَةِ القُرانِ فضْلُ بصحبَةِ الأنْبياءِ والأبرارِ الطَّائعونَ للهِ.
  • يجبُ على كلِّ منْ بهِ ضعفٌ في القراءَةِ بذلُ المَجهودِ في قراءَةِ القُرانِ لينال الأجرَ والثَّوابِ.

شارك المقالة: