حرب الفجار وحلف الفضول

اقرأ في هذا المقال


حرب الفجار

هي حربٌ وقعت بين قريش وكان في صفِّها كنانة من جهة،  وبين قيس عيلان ومن في صفِّها من جهة أخرى ، حيث وقعت هذهِ الحربُ في سنةِ 590 ميلادية، وكانت هناك أقوال أنّها بعد عام الفيل بحوالي عشرين عام.

  ما هي أسباب حرب الفجار

وعندما بلغ العشرين من عمره صلّى الله عليه وسلم وقعت هذه الحرب في سوق عكاظ بين قريشٍ ومعهم في صفّهم كنانة وبين قيس عيلان ، عرفت بحرب الفجار وكان سبب هذه الحرب : أنّ أحداً من بني كنانة ، ويسمّى البراض ، اغتال رجال من قيس عيلان وعددهم ثلاثة، ووصل الخبر حينها إلى عكاظ، فثار الطرفان وثارت الحرب، وكان قائد قريش وكنانة كلها هو حرب بن أمية ؛ لمكانته عندهم سنّاً وشرفاً ، وكان الظّفر في أول النهار لقيس على كنانة ، حتى إذا كان في وسط النهار كادت الأحداث تنقلب على قيس .
وبعد ذلك تداعت قريشٍ إلى الصّلحِ على أن يحصوا عدد قتلى الفريقين في الحرب ، فمن وجد القتلى أكثرَ في صفهِ أخذ ديةَ الزائد ، وحدث الصّلح على ذلك ، ووضعت الحربُ، وهدموا كل الذي كان بينهم من العداوةِ والشرِ والحقدِ والبغضاءِ ، وسميت حربُ الفجار بهذا الاسم ؛ بسبب انتهاك حرمةِ الشهر الحرام فيها ، وقد حضرَ الحرب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان يجهِّز لعمومته.
وكانت مدّة القتالُ فيه أربعة َأيامٍ (( يوم شمطة ويوم العبلاء وهذه الأيام عند عكاظ ويوم الشرب يعتبر أعظم هذه الأيام )) وفيه قد قيّدَ رئيس قريش ورئيس بني كنانة وهما حرب بن أميّة وأخوه سفيان أنفسهم حتى لا يفرا وانهزمت يومها قيس إلّا بني نضر فإنّهم قد ثبتوا.

نتائج حرب الفجار والصلح

ومع استمرار هذا القتال بين القبيلتين والذي وقع على أثرها الكثير من قتلى الحرب، من القبيلتين ( كنانة وقيس وأيضا من قبيلة قريش)، ولذلك فقد اتفقَّ المتنازعين على إيقاف الحرب الشرسةِ، وذلك عن طريق حساب عدد القتلى من القبيلتين في الحرب، والقبيلة التي يكون عدد القتلى أقل فيها تقوم بدفع دية للقبيلة التي عدد قتلاها أكثر، وقد حدث ذلك بالفعل، فقامت قبيلة كنانة بدفع ما يلزم من الدية لقبيلة قيس حيث أنّ عدد قتلى قبيلة قيس أكثر، وبذلك الأمر انتهت هذه الحرب بين القبيلتين، والتي كانت من أشهر وأشرس الحروب التي عاشتها القبائل العربية قبل الإسلام.

حلف الفضول

هو الحلف الذي تمّ عقدهُ في دار عبد الله ِبن جدعان القرشي في قريش ، وهو أحدُ أسيادِ قبيلة قريش وكان يدور هذا الحلفُ بين عددٍ من عشائر قريش في مكة المكرمّة، في شهر ذي القعدة من عام (590 ) من الميلاد، حدث ذلك بعد شهر من انتهاء الحرب الشرسة بين قيس عيلان وكنانة ( وهي حرب الفجار )، وقد شهد رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام ذلك الحلف قبل بعثتهِ حيث كان عمر الرسول صلى الله عليه وسلم وقتها عشرين عاماً ،حيث قال : “لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أنّ لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت”.

وبعد حرب الفجار وقع على إثرها حلف الفضول في شهر ذي القعدة في الشهر الحرام والذي تداعت إليه العديد من قبائلِ قريشٍ وهم :(( بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ))، فاجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التيمي لمكانتهِ ولسنِّه وشرفهِ ، حيث تعاقدوا وتعاهدوا فيهِ على ألّا يجدوا في مكّةَ مظلوماً من أهلها وغيرهم من جميع الناس إلّا قاموا معه وأعانوه ، وكانوا على من قام بظلمه حتى تردَّ عليه مظلمته ، وهذا الحلف روحه كانت قد تنافت حميّة الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها.

أسباب هذا الحلف


ويقال أنَّ سببَ هذا الحلفِ : أنّ رجلاً من زبيد كان قادماً لمكّة ويحمل ما يملك من البضاعة ، وقام العاص بن وائل السهمي واشتراها منه ، ومنع عنه حقّه ولم يعطها له ، فاستعدى عليه الأحلاف عبد الدار ومخزوماً، وجمحاً ومهماً وعديًا فلم يكترثوا له وتجاهلوه ، فنادى بأشعار يصف فيها ظلمه رافعاً صوتهُ عالياً ، فعندما سمع ذلك الزبير بن عبد المطلب مشى إليه ، وقال: ما لهذا مترك؟ حتى اجتمع من ذكرهم في حلف الفضول ، فعقدوا الحلف ثمَّ قاموا إلى العاص بن وائل وطالبوا بحقهِ فانتزعوا منه حق الزبيدي وأعادوه إليهِ.


شارك المقالة: