حرس النبي صلى الله عليه وسلم:
أمّا من ناحية جيش المسلمين، فبعد أن تمركزوا في الموقع الذي قد اختاره الصحابي الجليل الحباب بن المنذر الأنصاري رضي الله عنه، وقد اقترح أيضا حامل لواء الأنصار الصحابي الجليل القائد سعد بن معاذ على الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم أن يبني المسلمون مقراً لقيادته.
واقترح القائد الأنصاري رضي الله عنه مستعدين للطوارئ ومتوقعين للهزيمة قبل النصر أن يكون مقر هذه القيادة هو بمثابة خط رجعة، حيث يستطيع نبي الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الانسحاب منه واللحاق بالمدينة المنورة بكل سلام ، إذا ما قدر لجيش المسلمين والإسلام أن ينهزم.
مقر قيادة محمد النبي صلى الله عليه وسلم:
فقد قال الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه، يا نبي الله صلى الله عليه وسلم: “وهل نبني لك عريشا تكون فيه، ونعد لك ركائبك، ثم نلتقي عدونا؟ فإن أعزنا الله و أظهرنا على عدونا، كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست إلى ركائبك فلحقت من وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك القوم، يا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ما نحن بالأكثر لك حباً منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حرباً ما تخلفوا عنك، هم يناصحونك ويجاهدون معك ويدافعون عنك”.
حينها وافق النبي الله محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الاقتراح من الصحابي الجليل سعد بن معاذ، ومن ثم دعا للقائد الأنصاري بخير، حيث تم بناء مقر القيادة عریشاً بناه جنود الإسلام في مكان الذي كان يناسبه، وهو مكان مرتفع يقع في الشمال من شرقي ميدان القتال، ويشرف ذلك المكان على ساحة غزوة بدر والقتال، وقد تم أيضاً إنشاء حرس لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهي فرقة (مجموعة من الفرسان) قد تم انتخابها من فتيان رجال الأنصار ومن سادتها، حيث قد وقفوا بقيادة الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه بنفسه يحرسون ويحمون نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حول مقر مكان قيادته عليه أفضل الصلاة والسلام .