بعد وصول الأخبار للنبي صلى الله عليه وسلم عن قدوم قافلة قريش التي يقودوها أبو سفيان القادمة من الشام، جهز النبي عليه الصلاة والسلام جيش المسلمين للخروج حتى يعترضوا تلك القافلة، فخرج مع النبي النبي عليه الصلاة والسلام جيش يقال أن عدده يقارب أكثر من ثلاثمئة رجل من المسلمين من الصحابة المهاجرين والأنصار عليهم رضوان الله.
جيش النبي
لم يكن جيش المسلمين بكامل الاستعداد والتجهيزات التامة، وكان مع جيش المسلمين عدة فرسان ومعهم سبعون بعيراً يركب الرجلان والثلاثة رجال على بعير واحد، وعند خروج النبي عليه الصلاة والسلام جعل الصحابي ابن مكتوم مستخلفاً على المدينة وأماماً للصلاة، ولكن عند وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى منطقة روحاء ردّ الصحابي أبا لبابة ابن عبد المنذر إلى المدينة ليكون مستخلفاً عليها، وكان لواء المسلمين أبيضاً يحمله الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه.
تقسيم الجيش
وقد قسّم جيش المسلمين إلى كتيبتين:
الكتيبة الأولى كان اسمها كتيبة المهاجرين وكان من يحمل راية المسلمين هو الصحابي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسميت راية العقاب.
والكتيبة الثانية كان اسمها كتيبة الأنصار يحمل رايتها الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه، وكانت الرايتان سوداوان.
فمشى جيش المسلمين محفوفاً بالمعنويات العالية غير خائف أبداً، حيث كان الصحابي الزبير بن العوام على قيادة الميمنة ، فيما كانت قيادة الميسرة للصحابي المقداد بن عمرو، وكان قيس بن أبي صعصعة هو صاحب القيادة كقائد أعلى للجيش.
فعندما وصل الجيش إلى روحاء عند بئرها، سلك جيش المسلمين طريقاً أوصلهم إلى وداي رحقان، ومن هناك مرّ الجيش بمضيق وصل منه إلى الصفراء ( الصفراء هو وادٍ في منطقة المدينة المنورة)، حيث أرسل النبي عليه الصلاة والسلام رجلين إلى منطقة بدر وهما سبس بن عمرو الجهني رضي الله عنه وعدي بن أبي الزغباء الجهني رضي الله عنه حتى يأتوا بخبر عير قريش القادمة من الشام.
وكانت خطة الاستيلاء على تلك القافلة لتكون ضربة موجعة لقريش وخاصّة رجالتها من عالية القوم، فهي ضربة اقتصادية قاصمة ومعها أيضاً ضربة معنوية كبيرة تجعلهم يتألمون من الجانبين.