خصال في فضائل أقوال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فضائل في أقوله، وفي فضائل أقواله العديد من الخصال.
ما أوتي النبي الكريم محمد – صلى الله عليه و سلم من الحكمة البالغة:
إن ما أعطي النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من المعرفة والعلوم من الجمة الباهرة الكثيرة، فهو صلى الله أمي لا يعرف القراءة والكتابة ولم يدرس علماً ولم يصاحب عالماً ولا حتى معلماً فلقد أُتيّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه بالمعرفة التي أذهلت القلوب والعقول؛ وذلك بسبب إتقان ما جاءه من المعرفة العظيمة والتي لم يظهر فيها أي زلل في قوله أو عمله.
حفظ النبي الكريم لقصص الأنبياء عليهم السلام مع الأمم:
وأيضاً أخبار العالم من القبائل العظيمة والأقوام في الزمن القديم حتى أنه لم يعرب عن النبي محمد من هذه الأخبار صغير ولا حتى كبير ولم يشذ عن النبي من هذه القصص قليل ولا كثير أيضاً، فالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لم يضبطها ويكتبها بكتاب كان يدرسه ولم يحفظها بعين تحرسه، فما كان ذلك إلا من عقل وذهن صحيح ومن صدر فسيح وواسع وقلب شريح.
إحكام النبي الكريم لما شرع بأظهر دليل وبيانه بأوضح تعليل:
حتى أنه لم يخرج من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ما يوجبه أي معقول ولم يدخل فيه ما تدفعه العقول، ولهذا قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم: “أوتيت جوامع الكلم واختصرت لي الحكمة اختصاراً”، وذلك لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد نبه بالقليل على الكثير فقد كف عن الإطالة وقد كشف عن الجهالة.
ما أمر به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من محاسن الأخلاق:
وقد دعا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى محاسن الآداب وقد حث عليه الصلاة والسلام على صله الأرحام وندب إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من التعاطف والحسن على الفقراء وأيضاً العطف على الأيتام، ثم إن النبي الكريم محمد قد نهى عن التباغض ونهى عن التحاسد وقد كف عن التقاطع والتباعد حتى تكون الفضائل فيهم أكثر وتكون محاسن الأخلاق بينهم أكثر انتشاراً، حيث يتحقق فيه قول الله سبحانه وتعالى: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ”، فلزموا أمر النبي ومن ثم اتقوا زواجره فتكامل حينها بهم صلاح الدين والدنيا حتى عز بأمته دين الإسلام بعد أن ضعف بهم وذل بهم الشرك بالله، فصاروا حينها أئمة أبرار وأمة أصحاب قادة.
وضوح جوابه إذا سئل وظهور حجاجه إذا جادل:
لا يحصر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أي وعي (عجز عنه فلم يستطعْ بيان مراده منه) ولا يقطع النبي محمد أي عجز، ولم يستطع أي خصم أن يعارضه في جدال إلا كان جواب سيدنا محمد أوضح وأكثر تبياناً وحجة وأكثر رجاحة.
أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم محفوظ اللسان من تحريف في قول واسترسال في خبر يكون إلى الكذب منسوباً وللصدق مجانباً:
فإن النبي الصدوق محمد صلى الله عليه وسلم لم يزل مشهوراً ومعروفاً بالصدق وبصفة الصادق التي كان مشهوراً بها عند قومه، وكان معروفاً بالأمانة، وكانت قبيلة قريش بأسرها وأكملها تتيقن صدق النبي قبل مجئ دين الإسلام فجهروا بتكذيب النبي من لقبوه بالصادق وذلك بعد مجئ دين الإسلام، فمنهم من كذب نبينا محمد حسداً ومنهم من كذبه بعناد كبير حتى يستبعدوا أن يكون محمداً نبياً أو رسولاً، ولو أنهم حفظوا ووجدوا عليه كذبه واحدةً في غير الرسالة لجعلوا من تلك الكذبة دليلاً لهم على تكذيبه في الرسالة التي جاء بها.
أن النبي الكريم أفصح الناس لساناً وأوضحهم بياناً وأوجزهم كلاماً وأجزلهم ألفاظاً وأصحهم معاني:
لا يظهر في النبي محمد هجنة (العيبُ والقبح)، كان علي الصلاة والسلام أكثر الناس فصاحة وبلاغة في الكلام، فكلامه وقوله سديد، يعرف الصواب، صحيح المعاني، جهور في الكلام ليسمع الجميع.