خطبة النبي في اليوم الثاني من الفتح

اقرأ في هذا المقال


وعندما جاء اليوم الثاني من يوم فتح مكة المكرمة قام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس في مكة.

وقد بدأ النبي خطبته الثانية في الناس بحمد الله سبحانه وتعالى، وقام بالثناءعليه وقام بتمجيده بما هو أهله، وبعد ذلك قال سيد الخلق: “أيّها الناس، إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فقولوا: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنّما حلّت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب” .

وكانت هناك روايات تقول أن النبي قال: ( “لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا تُلتقط ساقطته إلا من عَرَفها، ولا يختلي خلاه” )، وبعد ذلك قال العباس للنبي: ( “يا رسول الله ، إلا الإذخر، فإنّه لقينهم وبيوتهم” )، فرد سيدنا محمد قائلاً : ( إلا الإذخر)، والإذخر: هو حشيش أخضر أو نبات طيب الرائحة.

وقد كانت قبيلة خزاعة قد قتلت يومئذ رجل من رجال من بني ليث ولكن بقتيل لهم في أيام الجاهلية، عندها قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر: “يا معشر خزاعة، ارفعوا أيديكم عن القتل، فلقد كثر القتل إن نفع، ولقد قتلتم قتيلاً لأدينه، فمن قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين، إن شاؤوا فدم قاتله، وإن شاؤوا فعقله” .

وقام أحد الرجال من أهل اليمن يسمّى أبو شاه، فقال ذلك الرجل للنبي: أن اكتب لي يا نبي الله، عنده ردّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: (اكتبوا لأبي شاه).

وعندما فتح رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة ومكة هي بلد النبي ووطنه الذي ولد فيه قالت الأنصار بينب بعضهم البعض: (أترون أن نبي الله محمد إذ فتح الله عليه أرضه وبلده هل أنّه يقيم بها)، وكان النبي يدعو على الصفا رافعاً يديه، وعندما انتهى سيدنا محمد عليه الصلاة وأتم التسليم من دعائه حينها قال وسأل الأنصار: “ماذا قلتم، قالت الأنصار: (لا شيء يا نبي الله)، ولكنّ النبي لم يزل يسألهم حتى أخبروه بما قالوا، فقال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: (معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم).


شارك المقالة: