دخول قبيلة ثقيف في دين الإسلام:
لقد دار الحديث عن قبيلة ثقیف ورجالها حول ارتباط وثيق بالحديث عن واقعة غزوة حنين الكبرى الحاسمة، فقد كانت قبيلة ثقيف تشكل جناحاً مهماً، حيث تعتبر من أهم الأجنحة في الجيش الذي خاض في واقعة غزوة حنين الكبرى الماحقة ضد جيش الإسلام والمسلمين.
لأنّ قبيلة ثقيف تشكل عدّة عشائر، وكل هذه العشائر تنتسب إلى قبيلة هوازن التي قائدها وملكها مالك بن عوف النصري، الذي كان يقود معركة غزوة حنين الكبير ضد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم.
وباعتبار قبيلة ثقيف جناحاً مهماً جداً من أهم أجنحة الجيش الهوازني، الذي خاض ملحمة ساحقة كبرى في واقعة معركة حنين ضد الإسلام والمسلمين، فقد طاردهم جيش الإسلام والمسلمين بقيادة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف، حتی ألجأهم إلى حصنهم المنيع الذي يقع في مدينة الطائف.
وعندما وجدهم متحصنين وراء الأسوار المنيعة القوية في مدينة الطائف، ضرب عليهم الحصار والنبل والرماح أيضاً، على أمل أن يستسلموا، أو أن يتمكن جيش الإسلام والمسلمين من اقتحام حصون مدينة الطائف المنعية جداً، ولكن الثقفين (قبيلة ثقيف) صمدوا وقاوموا جيش الإسلام والمسلمين أشد المقاومة، وكان ذلك للحفاظ على قوتهم وعدم الاستسلام والخضوع مهما كانت الظروف.
وعندما أدرك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف أنه لا يوجد فائدة من فرض الحصار الطويل على قبيلة ثقيف ورجالها، فك عليه الصلاة والسلام الحصار عن مدينة الطائف، ورجع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة، ومن ثم إلى المدينة المنورة.
على أمل أن يأتي الله عز وجل بقبيلة ثقيف وساداتها فتدخل في دين الإسلام طائعة، وقد نقل وذكر أهل السير والتراجم أن بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد قالوا لنبي الله صلى الله عليه وسلم – وهو يفك الحصار عن مدينة الطائف -: “ادع الله سبحانه وتعالى على قبيلة ثقيف وما فيها”، فأبى وفعل عليه أفضل الصلاة والسلام العكس حيث دعا الله تعالى عز وجل أن يأتي بها.