دور المرأة المسلمة في معركة حنين:
وفي واقعة غزوة حنين المشهورة والطبيرة، كان هناك للمرأة المسلمة دور مشرق وبارز، حينها لقد كان يشمل الجيش الإسلامي الكبير نسوة أربع، كانت النسوة من نساء قبائلالأنصار وقد ثبتن مع نبي الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في يوم واقعة غزوة حنين، ولقد كان على رأسهنّ الصحابية الجليلة أم عمارة رضي الله عنها، وهي صاحبة المواقف العظيمة والمشهورة في يوم واقعة غزوة أحد.
فقد روى سليمان بن هلال عن الصحابية الجليلة أم عمارة رضي الله عنها حيث قالت: “لما كان يومئذ والناس مغلوبين في كل وجه وأنا وأربع نسوة في يدي سيف لي صارم، وأم سليم معها خنجر قد حزمته على وسطها، وهي يومئذ حامل بعبد الله بن أبي طلحة، وأم سليم وأم الحارث قالوا: فجعلت ( أم عمارة ) تسله بالأنصار لما انهزم جيش المسلمين أيّة عادة هذه؟ مالكم وللفرار، قالت: وأنظر إلى رجل من جيش هوازن على جمل أورق معه لواء يوضع جمله في أثر المسلمين، فأعترض له فأضرب عرقوب الجمل فيقع على عجزه، وأشد الرجل، فلم أزل أضربه حتى أثبته، وأخذت سيفاً له وتركت الجمل يخرخر، ونبي الله صلى الله عليه وسلم قائم مصلت السيف بيده قد طرح غمده ينادي يا أصحاب سورة البقرة.
قال: وكرَّ المسلمون فجعلوا يقولون: يا بني عبد الرحمن، يا بني عبيد الله، يا خيل الله، وكان نبي الله الشريف الله عليه وسلم قد سمّی خیله خیل الله، وجعل شعار المهاجرين بني عبد الرحمن، وجعل شعار الأوس بنی عبيد الله، فكرت الأنصار، ووقت هوازن حلب ناقة فتوح، ثم كانت إياها، فوالله ما رأيت هزيمة كانت مثلها، ذهبوا في وجه، فرجع ابناي إلي- حبيب وعبد الله ابنا زید – بأسارى مكتفين، فأقوم لهم من الغيظ والغضب، فأضرب عنق واحد منهم، وجعل الناس يأتون بالأسارى، فرأيت في بني مازن ابن النجار ثلاثين أسير، وكان جيش المسلمين قد بلغ أقصى هزيمتهم مكة، ثم كروا بعد وتراجعوا، فأسهم لهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جميعًا”.