رؤيا النبي في منامه

اقرأ في هذا المقال


رؤيا النبي في منامه:

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه أحد الوفود قد رأى في المنام أنّه أتي بخزائن الأرض، فوقع في يدي النبي سواران من ذهب، فكبرا عليه وأهماه، فأوحي إلي النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن انفخهما، فنفخهما النبي، وبعد ذلك ذهبا، فأولهما كذابين يخرجان من بعده.

فلما صدر من مسيلمة الكذاب ما صدر من الاستنكاف والتكبر وقد كان يقول مسليمة الكذاب:
“إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته”، لكن بعد ذلك جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قطعة من جريد إلى مسيلمة الكذاب، وكان مع النبي خطيبه الصحابي الجليل ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه، فكلمه النبي فقال مسيلمة للنبي: “إن شئت خلينا بينك وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك”، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، والله إنّي لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت يجيبك عني”، وبعد ذلك انصرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد وقع ما تفرس فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنّ مسيلمة عندما عاد إلى اليمامة بقي يفكر جلياً في أمره، حتى ادعى أنّه قد أشرك في الأمر مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يقصد أنّه شريك مع النبي في النبوة)، فادعى مسيلمة الكذاب النبوة، فجعل يسجع السجعات، وكان يحل لقومه أفعال شرب الخمر والقيام بالزّنا، وهو مع هذا يشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه نبي، حتى أنّه افتتن به قومه فتبعوه، وأصفقوا مع مسيلمة، حتى أنّه تفاقم أمره، فكان يقال لمسيلمة الكذاب رحمن اليمامة لعظم قدره فيهم.

وكتب مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا قال فيه: “إنّي أشركت في الأمر معك، وإنّ لنا نصف الأمر، ولقريش نصف الأمر”، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب على مسيلمة فقال النبي فيه: “إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين”.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “جاء ابن النواحة، وابن أثال رسول مسيلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهما: أتشهدان أنّي رسول الله؟ فقالا: نشهد أنّ مسيلمة رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسوله. لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلتكما”.

وقد كان ادعاء مسيلمة الكذاب بالنبوة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية الشريفة، وقتل مسيلمة في حرب اليمامة، والتي كانت في عهد الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه في شهر ربيع الأول من السنة الثانية عشر للهجرة النبوية الشريفة، والذي قام بقتله هو الوحشي قاتل الصحابي حمزة بن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأمّا عن المتنبىء الثاني، فهو الأسود العنسي والذي كان يرقد في اليمن، فقد قتله فيروز، وحتى أنّه احتزّ رأسه قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بيوم وليلة، فأتاه الوحي فأخبر به أصحابه، ثمّ بعد ذلك جاء الخبر من اليمن إلى الصحابي أبي بكر الصديق رضي الله عنه.


شارك المقالة: