زوجة النبي محمد السيدة زينب بنت جحش

اقرأ في هذا المقال


زوجة النبي محمد السيدة زينب بنت جحش:

هي أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي إحدى زوجات رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وابنة عمة النبي “أميمة”، وهي أخت الجليل الصحابي عبد الله بن جحش رضي الله عنه.

أسلمت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش ومن ثمّ هاجرت نحو المدينة المنورة، وقد تزوجها النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم وذلك بعد أن طلقها متبناه (تبني الولد في السابق أو من كان يتخذه ولداً) السابق الصحابي الجليل سيدنا زيد بن حارثة رضي الله عنه، وكان ذلك بعد أن أجاز الوحي أن يتزوج الناس من زوجات أدعيائهم (المنسوب إِلى غير أبيه).

ولدت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش بن رئاب رضي الله عنه قبل الهجرة النبوية الشريفة بـثلاثة وثلاثين عاماً، وقد كان اسمها رضي الله عنها “بَرَّة”، حينها سماها النّبي الكريم محمد “بزينب”، وكانت تُكنّى السيدة زينب بنت جحش “بأم الحكم”، والد السيدة زينب هو “جحش بن رئاب الأسدي”، وهو الذي كان حليفًا (المتعاهدُ على التناصر) لسيد قبيلة قريش وهو عبد المطلب بن هاشم.

كانت أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش من أوائل المسلمين في الدخول إلى دين الله الإسلام، هاجرت السيدة زينب رضي الله عنها إلى يثرب (المدينة المنورة في مسماها الجديد) وذلك بعد أن هاجر النّبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام إليها، وفي المدينة المنورة خطبها النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم لسيدنا الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه، لكنّ السيدة زينب بنت جحش رفضت هذا الزواج في بداية الأمر، إلى أن نزل بهذا الأمر الوحي حيث نزل بقوله الله تعالى: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا “.….الأحزاب.

 بعد ذلك وافقت السيدة زينب بنت جحش على الزواج من الصحابي زيد بن حارثة، حيث كان ذلك الزواج مثالاً لتحطيم وتدمير جميع الفوارق الطبقيَّة التي كانت الموروثة قبل مجيء دين الله الإسلام، وكان ذلك من خلال زواج الصحابي زيد وهو أحد الصحابة الموالي من السيدة زينب بنت جحش والتي كانت تنتمي لطبقة السادة الأحرار.

إلّا أنّ ذلك الزواج لم يكن يسري على الوجه الأمثل أو على الوجه الذي كان منتظراً منه، فقد دبّت وحصلت الكثير من الخلافات بين السيدة زينب وبين زوجها زيد بن الحارثة ،حينها همّ سيدنا زيد بن الحارثة بتطليقها رضي الله عنها، عندها ردّه النّبي الكريم محمد قائلاً له: “اتَّقِ اللهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ”.

لكن بعد ذلك نزل الوحي بقول الله تعالى: “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا”…سورة الأحزاب.

 فكانت تلك الآية الكريمة هي تشريع يسمح به بزواج الرجل من طليقة الذي كان يتبناه، فبعد طلاق السيدة زينب رضي الله عنها من الصحابي الجليل زيد بن حارثة، وبعد أن انقضت عِدَّتها رضي الله عنها، تزوج النّبي محمد صلّى الله عليه وسلم بالسيدة زينب رضي الله عنها، فقد تكلَّم وتحدث المنافقون والكفار في هذا الأمر، فقد قالوا: “حرَّم محمد نساء الولد، وقد تزوَّج امرأة ابن”. فنزل الوحي بقول الله سبحانه وتعالى:  “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا”…..سورة الأحزاب. 

 وقال الله سبحانه وتعالى أيضًا:  ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيم ….سورة الأحزاب.

 كان زواج النّبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام من السيدة زينب رضي الله عنها في شهر ذي القعدة من العام الخامس للهجرة النبوية الشريفة ، وكان ذلك بعد غزوة بني قريظة، وقد خرجت زينب بنت جحش مع النّبي محمد عليه الصلاة والسلام في غزوتين من غزوات النّبي محمد وهما غزوة خيبر وغزوة الطائف، كما أنّ السيدة زينب خرجت مع الرسول محمد في حجّة الوداع أيضاً.

توفيت السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها في العام العشرين من الهجرة النبوية الشريفة، وكانت تبلغ من العمر الثالثة والخمسين عاماً، وحين حضرتها الوفاة قالت السيدة زينب: “إنّي أعددت كفني، فإن بعث عمر لي بكفن فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم إذا دليتموني أن تتصدقوا بحقوتي فافعلوا”، وقد توفيت السيدة زينب ولم تترك أي درهم ولا حتى أي دينار، ودفنت رضي الله عنها في البقيع.


شارك المقالة: