سرية الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب

اقرأ في هذا المقال


جرت العديد من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، حيث كان لتلك الغزوات العديد من الأهداف، إلّا أن الهدف الأسمى منها هو نشر الدين الإسلامي، حيث أنه ومع نشر الدين الإسلامي سينتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان.
إلى جانب ذلك فقد كان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض واستخلافهم فيها، إلى جانب هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وكشف العديد من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية: هي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم فيها، بل أن من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.

زمان وموقع سرية الضحاك لبني كلاب:

وقعت أحداث تلك السرية في شهر ربيع الأول من العام التاسع للهجرة النبوية الشريفة (9)هـ، حيث أن تلك السرية كانت تقع في ناحية من ضرية بالبكرات وهي أرض من أراضي نجد، حيث أن بين منطقة ضرية والمدينة المنورة مسافة تصل إلى حوالي سبع ليال في ذلك الوقت.

القيادة في سرية الضحاك للقرطاء:

كان قائد تلك السرية هو الصحابي الجليل الضحاك بن سفيان الكلابي رضي الله عنه، حيث أنها كانت باتجاه قبيلة القُرطاء وهم بطن من عامر بن صعصعة [نهاية الارب للقلقشندي 2/71].
كما كان الصحابي الضحاك بن سفيان الكلابي يسمى “بسياف رسول الله”؛ نظراً لقوته وحدته، كما أنه كان رضي الله عنه يعدل مائة فارس بسبب قوته، وهو رضي الله عنه من حمل راية بني سليم يوم الفتح.

أسباب سرية الضحاك للقرطاء:

إن من أسباب تلك السرية هو دعوة قبيلة القرطاء من بني كلاب إلى الدخول في دين الله الإسلام، وكانت تلك السرية هي من ضمن البعوث والسرايا النبوية لنشر دين التوحيد في الجزيرة العربية وما حولها أيضاً وذلك بعد فتح مكة المكرمة.

أحداث سرية الضحاك للقرطاء:

عندما رجع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من الجعرانة حيث كانت غنائم غزوة حنين، أرسل عليه الصلاة والسلام جيشاً إلى “القرطاء” وكان عليهم الصحابي الضحاك بن سفيان الكلابي رضي الله عنه وكان معه الأصيد بن سلمة بن قرط، وذلك لجمع صدقاتهم وأيضاً لدعوتهم للدخول في دين الله الإسلام.
وفي السنة السادسة من الهجرة النبوية الشريفة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم سرية بقيادة الصحابي الجليل محمد بن مسلمة رضي الله عنه فهزموهم، وعندما التقى الجمعان أبى قوم بني كلاب من القرطاء إلا الحرب حينها قاتلهم المسلمون وهزموهم.
وقد لحق الأصيد أباه والذي يقال له سلمة على فرس له، فدعا أباه للدخول في دين الله الإسلام وقد أعطاه الأمان، فما كان من الأب إلا أن سبه وسب دينه، فضرب الأصيد بن سلمة عرقوبي الفرس التي كانت لأبيه، فعندما وقع الفرس على عرقوبيه ارتكز أبوه سلمة على رمحه في الماء ومن ثم استمسك به، لكن بعد ذلك جاءه أحدهم فقام بقتله ولم يقتله ابنه.
وكان مما قيل عن فروسية الضحاك رضي الله عنه، ما قاله العباس المرداسي:

“إن الذين وفوا بما عاهدتهم …. جيش بعثت عليهم الضحاكا


أمّرْته ذرب السنان كأنه …………. لما تكشفهُ العدوُّ براكا


طورًا يعانق باليدين كأنه…… يفري الجماجم حازمًا بتاكا”

نتائج سرية القرطاء:

كانت نتائج تلك السرية هو هزيمة القبيلة ومقتل عدد كبير من من رجالها وكان من بينهم سلمة أبو الأصيد، حيث أنه قد سلب وأخذ غنائم منهم.

الدروس المستفادة من سرية القرطاء:

  • إن من أهم الدروس المستفادة من تلك السرية هو الجد في طلب القبائل المشركة والذي هو من عوامل انتشار دين الله الإسلام وذلك بعد فتح مكة المكرمة.
  • الولاء لدين الله الإسلام يفوق ويتعدى صلات العشيرة والقرابة، حيث قد حارب الأصيد أباه بعد أن قام أباه بسب دين الله الإسلام.
  • كان من هدي جيش الإسلام هو دعوة القبائل إلى الدخول في دين الله الإسلام أولاً قبل البدء في القتال.
  • اشتهر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بحكمته وذكائه في اختيار قادة المعارك والبعوث والسرايا وقد كان الصحابي الضحاك من أشهر القادة والفرسان من بني كلاب؛ الأمر الذي دفع النبي عليه الصلاة والسلام باختياره قائداً لتلك القبيلة.

شارك المقالة: