سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة

اقرأ في هذا المقال


سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة:

جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية: وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.

وقد خرجت تلك السرية التي قادها الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى بني جذيمة من كنانة،
وقد كان مكانها في أسفل مكة المكرمة على ليلة في ناحية يلملم، وكان وقت السرية في شهر شوال من السنة الثامنة من الهجرة النبوية الشريفة.

سببها:

عندما رجع الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي اللهّٰ عنه من هدم العزى ورسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم كان يقيم في مكة المكرمة، بعثه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى بني جذيمة داعياً لهم إلى دين الله الإسلام، وكان الرسول الكريم لم يبعث خالد مقاتلاً.


وقد خرج في تلك السرية عدد ثلاثمائة وخمسين رجلاً كانوا مزيجاً من رجال المهاجرين والأنصار، وأيضاً بني سليم، فانتهى إليهم.

محادثتهم:

وعندما وصلوا إليهم قالوا لهم: “ما أنتم؟ قالوا: مسلمون، قد صلينا وصدقنا بمحمد، وبنينا المساجد في ساحتنا، وأذَّنَّا فيها، قال: فما بال السلاح عليكم؟
قالوا: إن بيننا وبين قوم من العرب عداوة، فخفنا أن تكونوا همُْ؛ فأخذنا السلاح، قال: فضعوا السلاح. قال: فوضعوه، فقال لهم: استأسروا، فاستأسر القوم، فأمر بعضهم فكَتَفّ بعضًا وفرقهم في أصحابه”.

فعندما كان في السَّحَر نادى خالد بن الوليد: “من كان معه أسير فليذَُافهِّ. والمذافة: الإجهاز عليه بالسيف.
فأما بنو سليم فقتلوا مَنْ كان في أيديهم”
، وأما عن رجال المهاجرون والأنصار فقد أرسلوا أسراهم، فعندما بلغ النبي الكريم صلى اللهّٰ عليه وسلم ما قام به خالد بن الوليد، فقال عليه الصلاة والسلام: “اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد”.
وقد أرسل الصحابي الجليل علي بن أبي طالب فودى لهم قتلاهم وما كان قد ذهب منهم، وبعد ذلك انصرف عائداً إلى رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم ومن ثم أخبره.

سبب قتلهم:

وكان سبب قتلهم هو أن الصحابي خالد بن الوليد قال لهم: “ضعوا السلاح، فإن الناس قد أسلموا”، فعندما وضعو سلاحهم أمر بهم عند ذلك فكُتفِّوا، وبعد ذلك عرضهم على السيف، وقد كان بين الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه والصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعض من الكلامٌ في ذلك، فقال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف لخالد بن الوليد: “عملت بأمر الجاهلية في الإسلام؟ فقال: إنما ثأرت بأبيك، فقال عبد الرحمن: كذبت، قد قتلت قاتل أبي، وإنما ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة، حتى كان بينهما شر”.
فبلغ ذلك الأمر إلى النبي الكريم محمد صلى اللهّٰ عليه وسلم فقال: “مهلاً يا خالد، دع عنك أصحابي، فوالله لو كان لك أحد ذهباً ثم أنفقته في سبيل اللهّٰ ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته”.
وقد كان بنو جذيمة قد قتلوا الفاكه بن المغيرة وأيضاً عوفَ بن عبد عوف قبل هذا، وأيضاً قتل عبد الرحمن خالد بن هشام قاتل أبيه منهم.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: “أن النبي صلى اللهّٰ عليه وسلم بعث سر ية فغنموا، وفيهم رجل، فقال لهم: إني لست منهم، عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فإذا امرأة طو يلة أدماء، فقال لها:
أسلمي حبيش قبل نفاد العيش:
أريتكُِ لو تابعتكُم فلحقتكُم … بحليْةَ أو أدركتكم بالخوانق
أما كان حقًّا أن ينُوَّل عاشق … تكلَفّ إدلاجَ السُرّى والودائق
قالت: نعم، فديتك.
قال: فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقعت عليه، فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت. فلما قدموا على رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال رسول اللهّٰ صلى اللهّٰ عليه وسلم: أما كان فيكم رجل رحيم”.


شارك المقالة: