كانت سرية ناجحة جداً، ولها دور كبير في زيادة الحزن على كفار قريش، وأيضاً إظهار القلق الذي اجتاح كفار قريش من المسلمين.
تعريف السرية
هي التي لم يكن سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم قائداً لها ولم يكن يخرج فيها أيضاً، ولكن كان أحد الصحابة قائداً لها.
أحداث السرية
جرت هذه السرية في السنة الثالثة من الهجرة النبوية وتحديداً في شهر جمادى الآخرة، وكانت هذه السرية واحدةً من أنجح السرايا التي قام بها المسلمون، وقد جرت تفاصيل هذه السرية هو أنَّه بعد غزوة بدر أصيبت قريش بتوتر واضطراب كبيرين، وأصيبت بهمٍّ آخر وهو موسم الصيف واقتراب موسم التجارة ورحلة قريش إلى الشام.
حيث قال صفوان بن أمية لقريش بعد أن وكلته ليكون صاحب القيادة في رحلتها إلى الشام في ذلك الوقت: أنَّ محمداً ومن معه من أصحابه قد قاموا بتأثير سلبي على تجارة قريش، وهم لا يتركون منطقة الساحل التي تسير منها قوافلهم إلى الشام، وحتى أنّ أهل تلك المنطقة قد دخلوا في دين الإسلام، فأصبحت قريش لا تدري من أي طريق تسلك تجارتهم.
وبعد النقاشات التي جرت بينهم، قام الأسود بن عبد المطلب وقال حينها لصفوان أن يسلك طريق العراق، ومع أنّها طويلة إلا أنّها ستكون بعيدة عن جيش المسلمين، وطلب الأسود من صفوان أن يأخذ دليلاً معهم وكان اسمه فرات بن حيان.
وصول الأخبار إلى النبي
وبعد أن وجدت قريش طريقاً آخر تسلك به قوافلهم للتجارة، خرجت تلك القوافل بقيادة صفوان بن أمية واتخذت طريقاً جديداً، ولكن وصلت أخبار إلى النبي عن أمر تلك القافلة والخطة التي تسير بها، عندها أسرع النبي بتجهيز مئة راكب، حيث كان قائدهم الصحابي زيد بن الحارثة رضي الله عنه، وعندها تجهز لاعتراض القافلة، فداهمها وهي عند عين نجد، وقام زيد بالاستيلاء عليها كاملة، فلاذ بالفرار كلٌ من قائد تلك القافلة صفوان بن أمية ومن معه من الحرس ولم يبدوا حتى أي مقاومة.
وعندها أسر المسلمون الدليل الذي كان معهم وهو فرات بن حيان، وكان للمسلمين غنائم كبيرة من الأواني والفضة التي كانت على متن القافلة، وقسمت الغنيمة على كل مقاتلي السرية، وأسلم فرات بن حيان على يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت حينها ضربة موجعة لقريش ونكبة كبيرة ومأساة شديدة عليهم، فازداد حزنها وقلقها، فما كان لها إلّا أن تتوقف عن الغطرسة التي تقوم بها وأن تقوم بمصالحة مع المسلمين أو أن تقوم بحرب كبيرة تعيد لها عزها القديم.