سرية زيد بن حارثة إلى الطرف:
جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية : وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.
خرج الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى الطرف، والطرف وهو ماء قريب من المِراَض قبل النخيل، حيث يبعد مسافة ستة وثلاثين ميلاً من المدينة المنورة، حيث خرجت تلك السرية إلى بني ثعلبة وكان عدد تلك السرية خمسة عشر رجلاً من المسلمين، وكانت أحداث تلك السرية أن الصحابي زيد بن الحارثة ومن معه أصاب العديد من النعَم والشاة، وقد هربت الأعراب، وصَبّح الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه بالَنّعَم إلى المدينة المنورة، وهي عدد عشرون بعيرًا، لم يلق الصحابي الجليل زيد بن الحارثة ومن معه أي كيد، وإنّما كان خوف الأعراب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسير الرسول إليهم، وقد قال الواقدي فيما ذكر عنه الحاكم: “وخافوا أن يكون رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم سار إليهم”.
وقد كانت تلك السرية من سلسلة السرايا التي كان يقودها الصحابي الجليل زيد بن الحارثة رضي الله عنه، وقد كانت تلك السرية في السنة السادسة من الهجرة النبوية الشريفة وذلك في شهر جمادى الثاني، وكانت تلك السرية إلى الطرف ومعه عدد من الفرسان، وكان لتلك السرية دور كبير في تخويف الأعراب وبث الخوف والرعب والرهبة والهلع فيهم.