سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى السيء:
جرت العديد والكثير من الغزوات والسرايا في عهد رسول الله محمد صلى الله وسلم، وكان هناك أهداف وغايات من تلك السرايا والغزوات، ولكن الهدف الأسمى من تلك السرايا والغزوات نشر الدين الإسلامي، حيث بنشر الدين الإسلامي انتشر الأمن والأمان والسلام في مكة المكرمة وفي كل مكان، وكان أيضاً من هذه الأهداف هو تحقيق سيادة المسلمين في الأرض وأيضاً استخلافهم فيها، وكانت من هذه الأهداف هو هزيمة الكفر والشرك ونشر دين الإسلام وأيضاً كشف العديد والكثير من مكائد اليهود وخبثهم، عوضاً عن إتقان جيش المسلمين للخطط العسكرية والحربية.
السرية : وهي التي لم يشارك رسول الله سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها، بل من شارك فيها وقادها هو أحد الصحابة الكرام وكان للسرايا دور كبير وعظيم في ردع الكفار والمشركين.
موقع وزمان السرية:
وقعت أحداث سرية الصحابي الجليل شجاع بن وهب في شهر ربيع الأول من العام الثامن للهجرة النبوية الشريفة، كانت تلك السرية في منطقة تدعى “السيء” وهي منطقة في نجد بين مكة المكرمة والعراق. [معجم البلدان: 5/203].
قائد سرية:
كان قائد تلك السرية هو الصحابي شجاع بن وهب الأسدي، حيث كان في أربع وعشرين رجلاً من أصحابه الكرام، وكان ذلك لملاقاة حشد من هوازن وهم “بني عامر”. [الطبقات الكبرى، ابن سعد، 2/127].
وكان الصحابي الجليل شجاع بن وهب الأسدي هو من السابقين إلى الدخول في دين الله الإسلام وكان من المسلمين المهاجرين إلى لحبشة من قبل، وكانت هذه السرية من أشهر أدواره العسكرية، ولكنّه رضي الله عنه قتل في حروب الردة التي جرت أحداثها في زمن خلافة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق وذلك في السنة الحادية عشرة من الهجرة النبوية الشريفة . [سير أعلام النبلاء].
سبب تحرك سرية شجاع لهوازن:
وكان سبب تحرك تلك السرية إلى هوزان هو بسبب معاداتهم للمسلمين وأيضاً بسبب اشتراكهم في كافة المعارك والحروب ضد المسلمين وقيامهم بالتحريض ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد جاء دين الله الإسلام وهوازن كانت من أقوى وأشد القبائل بأسا وكنت هوزان من أكثر القبائل انتصاراً في المعارك والحروب المتتالية وكان منها حرب “الفجار”، وحتى أنَّ هزوان بقيت على عداوتها وحربها للمسلمين حتى بعد فتح مكة المكرمة في غزوة حُنين، إلى أن هداهم الله سبحانه وتعالى للدخول في دين الله الإسلام.
أحداث سرية شجاع الأسدي:
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل شجاع بن وهب الأسدي إلى حشد من قبيلة هوازن بمنطقة في نجد، حيث أمر تلك السرية بالإغارة عليهم.
حينها سارت سرية المسلمين في وقت الليل وكمنوا في وقت النهار كعادتهم، ومن ثم صبحوا القوم بالغارة المباغتة والمفاجئة، عندها أصابوا الكثير من النعم والكثير من الشاة، ومن ثم ساقوا الغنائم حتى قدموا بها إلى المدينة المنورة.
وقت غابت سرية الصحابي الجليل شجاع بن وهب الأسدي مدة خمسة عشر ليلة ، وقد جاء في السيرة النبوية أنّ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد أوعز إلى أصحابه الكرام أن لا تمعنوا في الطلب ( ويقصد بذلك النبي أن لا يكثروا في القتل)، وعندما قدموا بالغنائم إلى المدينة المنورة قسمها عليهم النبي، فكان نصيب الرجل الواحد عدد خمسة عشر بعيراً .
وجاء ذكر هذه السرية في الصحيح أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد رضي بقسمة الأمير حين نفل ( جَعَلَ لَهُمْ مَا غَنِمُوهُ) المقاتلين بعيراً لكل واحد منهم، ومن ثم اقتسم الغنيمة بينهم. [رواه أبو داود: 2743].
وقد أشارت بعض كتب السيرة النبوية إلى أنّ سرية المسلمين قد سبوا عددا من نساء قبيلة بني عامر، حتى جاء أهل بني عامر مسلمين، حينها شاور النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أميرهم أن يردهم إليهم ففعل ذلك. [البداية والنهاية الجزء الرابع].
حيث جاء أنّ من بين السرايا كانت هناك جارية وضيئة، حيث اختارت هذه الجارية الوضيئة الصحابي شجاع بن وهب، حيث كان قد أخذها بثمن، فأقامت هذه الجارية عنده حتى قُتل رضي الله عنه في اليمامة. [إمتاع الأسماع:المقريزي ،1/337].
نتائج سرية شجاع الأسدي:
كانت نتائج هذه السرية هو انتصار سرية المسلمين، وأيضاً اغتنام الكثير من النعم والشاة من بني عامر، وكان أيضاً سبي عدد من النساء ومن ثمّ ردهن فيما بعد.
الدرس المستفاد من سرية شجاع لبني عامر:
- كان من الدروس المستفادة هو يقظة النبي لكريم محمد صلى الله عليه وسلم القائد العسكري في طلب الأعداء المعادين والمحاربين لدين الله الإسلام وحسن اختياره عليه الصلاة والسلام للقادة.
- المواءمة (التفريق) بين تأديب الأعراب الذي عادوا الدين الإسلامي وعدم إهدار الدماء والقتل في غير موضعها.
- ومن الدروس المستفادة أيضاً هو القدرة القتالية الكبيرة والعالية عند المسلمين آنذاك قد مكنتهم من الخروج في معظم السرايا التي خاضوها منتصرين على أعداء الدين الإسلامي.