شقيق ورواية الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان من المحدّثين من هذه الأمّة جيل عاصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولم يره فلم يحضَ بالصّحبة لعدم الرؤية وكانوا بمصطلح المحدّثين هم المخضرمون، وقد كان منهم المكثرون في رواية الحديث النّبويّ عن الصّحابة الأجلاء، وكان منهم الفقيه والمرجع لكثير من طلبة العلم، وها نحن في مسيرتنا في البحث عن أعلام المحدّثين نقف عن سيرة أحدهم وهو شقيق التّابعيّ فتعالوا معنا في سيرته العطرة.

نبذة عن شقيق

هو التّابعيّ المخضرم، أبو وائل، شَقِيقُ بن سلمة، من بني أسد، أسلم في حياة النّبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يراه، وكانت ولادته في العام الأوّل للهجرة، وقد ارتدّت قبيلته بعد وفاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ولمّا أصبح شابّاً هاجر للمدينة المنوّرة، ولقيَ عدداً كبيراً من الصّحابة الكرام فروى عنهم الحديث النّبوي و تعلّمّ القرآن الكريم، وكان ممّن شهد واقعة صِفّين، واستخدمه خلفاء بنو أميّة على بيت المال ، وكان ممّن يعرف بالعلم والرّواية في عصره وكانت وفاته بالكوفة في العام الثّاني والثّمانين من الهجرة.

روايته للحديث

كان التّابعيّ شقيق بن سلمة من الرّواة الّذين رووا عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الحديث وممّن روى عنهم: ا لخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعليّ وعمّار بن ياسر وأبو موسى الأشعريّ وأسامة بن زيد وخبّاب ومعاذ بن جبل وعبدالله بن عباس وجرير وأمّ سلمة وأبو هريرة وحذيفة بن اليمان وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً، وروى من طريقه الحديث كثير منهم: الحَكمُ بن عُتيبةَ وابو إسحاق السّبيعيّ والأعمش وعطاءُ بن السائب وعامر الشّعبيّ وغيرهم رحمهم الله كما وثّقه كثير من علماء الجرح والتّعديل وروى له جماعة الحديث.

من رواية شقيق للحديث

ممّا روي من الحديث برواية شقيق بن سلمة ما أورده الإمام مسلم في صحيحة من طريق شقيق: ((عن حذيفة بن اليمان قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقاماً، ما تَركَ شيئاً يكون في مقامِهِ ذلك إلى قيامِ السّاعة إلا حدّث به، حفِظَه من حَفِظَهُ ونَسِيَهٌ منْ نَسِيَهُ، قدْعَلِمَه أصحابي هؤلاء وإنّه لَيَكُونُ منهُ الشيءُ قدْ نَسِتُهُ فأراه فأذْكُرُهُ كما يَذكُرُ الرّجلَ وجهَ الرَجلِ إذا غابَ عَنْهُ ثمّ إذا رآه عَرَفَهُ))، من كتاب الفتن، رقم الحديث 2891.


شارك المقالة: