صلاة التراويح

اقرأ في هذا المقال


تعريف صلاة التراويح

التراويح لغة: جمع ترويحةٍ، وهي المرةُ الواحدةُ من الرّاحة، ورّوحت بالقوم ترويحاً،
أي صليت بهم التراويح؛ وسميت بذلك لأنّ الناس كانو يُطيلون القيام فيها والركوع والسجود،
فإذا صلّوا أربعاً استراحو، ثم استأنفوا الصلاة أربعاً، ثم استراحوا، ثم صلّوا ثلاثاً.
التراويح اصطلاحاً: هي قيام شهر رمضان.

فضل صلاة التراويح

  • صلاة التراويح سببٌ لغفران ماتقدم من الذنوب.
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يُرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ، فيقول:
    من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )).
  • من صلّى القيام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلةٍ كاملةٍ.
    فعن أبي ذرّ رضي الله عنه، قال:(( قلت: يا رسول الله، لو نفّلتنا قيام هذه اللّيلة؟
    فقال: إنّ الرّجل إذا صلّى مع الإمام حتى ينصرف، حُسب له قيامُ ليلةٍ)).
  • أنّ فاعلها إذا مات وهو مداومٌ عليها، كان من الصّديقين والشُّهداء.
    فعن عمرو بن مرّة الجُهني، قال: (( جاء رجل من قُضاعةَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم
    فقال: إني شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصمتُ رمضان
    وقمته، وآتيتُ الزكاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على هذا
    كان من الصّدّقين والشُّهداء)).

حكم صلاة التراويح

صلاة التراويح سنّة مؤكدة، والأدلة على ذلك:
أولاً من السّنّة: قال أبو هريرة رضي الله عنه :(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يُرغّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمةٍ، فيقول: من قام رمضان إيماناً واحتساباً
غفر له ما تقدم من ذنبه)).
ثانيا من الإجماع: نقل الإجماع على سُنّيتها: النووي، وشيخي زاده، والصنعانّي.

حكم صلاة التراويح في المسجد جماعة

صلاة التراويح جماعة في المسجد أفضل من صلاةِ من يصليها منفرداً، والأدلة على ذلك:
أولا من السنة: عن عائشة رضي الله عنها:(( أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم
صلّى في المسجد ذات ليلة، فصلّى بصلاته ناس،ثم صلّى من القابلة، فكثُر الناس،
ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة، أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا أصبح قال:
قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلّا أنّي خشيت أن تفرض عليكم)). قال ذلك في رمضان.
وجه الدلالة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة التراويح بالجماعة في المسجد، ولم يمنعه من الاستمرار
بالجماعة في المسجد إلا تخوّفه أن تُفرض على الأمة، ومعنى ذلك إنّ فعلها جماعةً في المسجد أفضل.
ثانياً من الإجماع: نقل الإجماع على ذلك: ابن عبد البر، وابن قدامة، وغيرهم.
ثالثاً من الآثار: عن عبد الرحمن بن عبدٍ القارئ، قال:
((خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في رمضان إلى المسجد، فإذا الناسُ أوزاعٌ متفرقون
يُصلّي الرجل لنفسه، ويُصلي الرجل فيصلّي بصلاته الرهطُ، فقال عمر رضي الله عنه:
إني أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئٍ واحدٍ، لكان أمثلَ، ثم عزم فجمعهم إلى أُبي بن كعبٍ،
ثم خرجتُ معه ليلةً أخرى والناس يصلّون بصلاةِ قارئهم. فقال عمر: نِعمَ البدعةُ هذه،
والتي ينامون عنها أفضل، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوّله)).

وقت صلاة التراويح

السّنة في التراويح أن تصلّى بعدَ العِشاء الآخرة.
والدليل من الإجماع: اتفاق السّلف والأئمة على ذلك، نقله ابن تيميّة.

القراءة في صلاة التراويح

ليس لقراءة القرآن في صلاة التراويح مقدارٌ محدّد، وتستحبُّ قراءته كاملاً.
وحكي بالإجماع على ذلك؛ وذلك حتى يسمع الناس جميعُ القرآن.
فإنّ شهر رمضان فيه نزَلَ القرآن، ولان جبريل كان يدارسُ النبيّ صلّى الله عليه وسلم
القرآن في رمضان.

السبب الحقيقي في اختلاف العلماء في عدد الركعات

يبدو أن هناك أمران لا ثالث لهما في اختلاف العلماء في عدد ركعات التراويح.
االقول الأول: وهو الاقوى والاكثر، عدم الإطلاع على النص الوارد في العدد، فمن لم يبلغه ذلك
فهو معذور في عدم العمل به؛ لقوله تعالى عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق القرآان:
(( لأُنذركم به ومن بلغ))، بل هو مأجور لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب
فله آجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد”.
القول الثاني: أنهم فهموا النص فهماً لا يُلزمهم الوقوف عنده وعدم الزيادة عليه، لوجه من وجوه
التأويل، التي قد تعرض لبعض العلماء، بغض النظر عن كونه خطاً أو صواباً.
“واما قول عائشة رضي الله عنها، ماكان صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره
على إحدى عشرة ركعة فمحمولٌ على الوتر”.

بيان فضل صلاة التراويح

وهذا ما رواه أبو ذر رضي الله عنه قال:
(( صّمنا، فلم يصلّ الرسول صلى الله عليه وسلم بنا، حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل
ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا: يارسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه
فقال: ” إنه من قام من الإمام حتى ينصرف، كتب له قيامُ ليلةٍ، ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر،
فصلى بنا في الثالثة، ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح، قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور”.

كيفية إقامة صلاة التراويح

هناك أحاديث في إقامة الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة التراويح.
عن النعمان بن بشير قال:” قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين
في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قمنا معهُ ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، ثم قام
بنا ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لا ندرك الفلاح، قال: وكنا ندعو السحور الفلاح”.

عدد ركعات صلاة التراويح

أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِ التراويح أكثر من إحدى عشرة ركعة.
ولينبين كم كانت عدد ركعاته صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي أحياها مع الناس.
هناك أحاديث في هذه المسأله ، ونذكر منها .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في شهر رمضان ثمانِ ركعات، وأوتر، فلمّا كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن
يخرج، فلم نزل فيه حتى أصبحنا، ثم دخلنا فقلن: يا رسول الله اجتمعنا البارحة في المسجد،
ورجونا أن تصلي بنا، فقال: إنّي خشيتُ أن يكتب عليكم. ” رواه ابن نصر والطبراني في المعجم الوسيط”.



المصدر: كتاب صلاة التراويح للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني.كتاب الدرر السُنية للمشرف العام علوي بن عبد القادر السّقاف.


شارك المقالة: