صلاة الجنازة

اقرأ في هذا المقال


تعريف صلاة الجنازة في الإسلام: هي صلاة تصلّى على الميِّت غير الشّهيد عند المسلمين.

كيفية صلاة الجنازة

إنَّ صلاة الجنازة لاتكونُ صحيحةً عند أصحاب المذهب المالكي إلا بتوفر خمسة شروط وهي:

  • النّيَّة.
  • والقيامُ فيها لعذر.
  • وأربعُ تكبيراتٍ.
  • والدّعاء بعد كلِ تكبيرةٍ حتى بعد الرَّابعة.
  • والتّسليم مرةً واحدة.

أما عند أصحاب المذهب الحنبلي فإنّ لها ستَّةُ أركان، قال المرداوي في الإنصاف: وأقل ما يُجزئ في الصّلاةِ ستّة أركان هي : ( النّية والتّكبيرات الأربع والفاتحةُ بعدَ الأولى والصَّلاةُ على النّبي عليه الصلاة والسلام في الثانية والدّعاءُ للميِّتِ بعد الثالثةِ والتسليمةُ مرّةً).

امّا عند الحنفيّةِ فإنّ أركانها أربعة، حيثُ قال الزّيلعي في تبيينِ الحقائقِ شرحُ كنزِ الدّقائقِ. صّلاةُ الجنازةِ أربَعُ تكبيراتٍ بثناء بعد الأولى، وصلاة على النّبي بعد الثّانية، ودعاءٌ بعد الثالثةِ، وتَسليمتينِ بعد الرّابعة.

وإنّ قراءة الفاتحة بعدَ التّكبيرة الأولى في صّلاة الجنازةِ يُعدّ ركناً من الأركانِ لدى الحنابلة والشافعية، وذلك من خلالِ استدلالهم بعُمومِ حديث “لا صلاة لِمن لم يَقرأُ بفاتحةِ الكتابِ”.

صفة صلاة الجنازة

إنّ لصّلاة الجنازةِ صفةٌ خاصةٌ، حيثُ يُصلّى على الميّتِ المسلمِ، سواءَ كانَ صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، كما يُصلى على الحَملِ إذا أُجهضَ وإذا بلغَ من العُمرِ أربعةُ أشهر، ويفعَلُ به كما يَفعلُ بالكبير، فَيُغَسّل ويُكَفن قبل ان يُصلى علية، ولكن لا يُصلى على الحَملِ إذا سَقَطَ قبل انّ يُتمّ الأربعةِ أشهر، لأنّ الروحَ لم تُنفخ فيهِ بَعد ولا يُغسّلُ أبداً، ولا يُكفن، وإنما يُدفنُ في أيّ مكانٍ. وامّا صفةث الصّلاة تكونُ على النحو التالي:

  1. يَقِفُ الإمامُ في الصّلاة على رأسِ الميّتِ إذا كانَ رجلاً، وعلى وسَطِ الميّت إذا كانَ إمراءةً، ويُصلّي الناسَ وراءهُ.
  2. يُكبّرُ الإمامُ في الصّلاة على الميتِ أربعُ تكبيراتٍ، حيثُ يقرأ في التكبيرة الأولى بعدَ التّعوذِ والبسملةِ سورة الفاتحة ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعدَ التّكبيرة الثانيةَ حيثُ يقول: اللهم صلّ على محمدٍ وآلِ محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل أبراهيم، إنّكَ حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم، إنّكَ حميدٌ مجيد.
  3. يدعو المصلّي للميتِ بعدَ التّكبيرة الثّالثة والأفضل أن يدعو بما وَرَد عن النّبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وإن لم يعرفهُ دَعَا بما يَعرِف، ويَقِفُ بعد التّكبيرة الرّابعة قليلاً ثُمَ يُسلم.

أركان صلاة الجنازة

قال الإمام ابن قُدامة “الواجبُ في صلاة الجنازة: النّية والتّكبيرات والقيام وقراءة الفاتحة والصّلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم، وأدنى دعاء للميّت وتسليمة واحدة. وتسقط بعض واجباتها عن المسبوق…. وقد ذكرَ ابن قدامة في كتاب الكافي”أن سننها سبعٌ هن: رفعُ اليدين مع كلّ تكبيرة، والإستعاذة قبل القراءة، والإسرار بالقراءة، يدعو لنفسهِ ولوالديه، وللمسلمينَ بدعاءِ النّبي صلى الله عليه وسلم، يقفُ بعدض التّكبيرة الرّابعة قليلاً، يضع يمينهُ على شِمالهِ على صدرهِ، والالتفات على يمينهِ في التّسليم.

فضل صلاة الجنازة

وعد الله سبحانه وتعالى عِباده المؤمنينَ بجزيلِ الأجرِ والثّواب عند الصّلاة على موتى المسلمين. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى االله عليه وسلم: (من اتّبعَ جنازة مسلم إيماناً واحتساباً، وكان معهُ حتى يُصلّي عليها، ويفرغُ من دفنها، فإنّه يرجع من الأجرِ بقيراطينِ، كلّ قيراط مثلُ أُحد، ومن صلى عليها ثُمّ رجع قبل أنّ تدفن فإنّه يرجعُ بقيراط). “رواه البخاري”.

وقد أكرم الله عزوجلّ عبادهُ المؤمنين بأن منّ عليهم بشرعيّة الصّلاة عليهم، وقبول شفاعة إخوانهم فيهم، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها، عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنّهُ قال: (ما من ميّتٍ يُصلي عليه أمّة من المسلمين يبلغونَ مائةً كلهم يشفعونَ لهُ إلا شفعوا فيه). “رواه مسلم”.

حمل الجنازة واتباعها

إنّ من الواجب على المسلمين حمل الجنازة واتباعها، وذلك من حقّ الميّت على إخوانهِ المسلمين، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة منها:

  1. قوله صلى الله عليه وسلم: (حقُّ المسلم على المسلمِ خمسٌ، وفي روايةٍ: خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ: ردُّ السلامِ، وتشميتُ العاطسِ وإجابةُ الدّعوةِ وعيادةُ المريضِ واتّباعُ الجنائزِ).”رواه مسلم”.
  2. وقوله صلى الله عليه وسلم:(عودوا المريض، واتبعوا الجنائز، تذكركم الآخرة). “رواه الألباني”.

ويكون إتباع الجنائز على مرتبتين هما:

  • اتباعها منذُ خروجها من عند أهلها حتى يُصلّى عليها.
  • واتباعها منذ خروجها من عند أهلها حتى يُفرغ من دفنها.

صلاة الجنازة للشهيد

سميّ شهيداً؛ لأنهُ مشهودٌ لهُ بالجنة ولأنّ الملائكةُ يشهدونُ موتهُ إكراماً له، ولانهُ حيٌّ عند الله حاضر. قال الله تعالى(( ولا تحسبنَ الذينَ قُتِلوا في سبيلِ الله أمواتاً بل أحياءٌ عِندَ رَبِهم يُرزَقُون)) “سورة آل عمران169”.

والشّهيد،مسلمٌ طاهرٌ بالغٌ قُتلَ ظلماً ولم يجب به مال ولم يرتثِ.

فخرج بالطاهر: من وجبَ عليه الغُسل: كالجُنب، والحائض، والنّفساء، فعن الزُبير رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إنّ صاحبكم حنظلة تغسلهُ الملائكة، فسلوا صاحبتهُ، فقالت: خرجَ وهو جُنب لما سمع الهائعةَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك، قد غَسَلتهُ الملائكة). فغسل الملائكة له تعليماً لنا بما نفعل بمثلهِ.

من أحكام الشّهيد: ينزعُ عنه ثوب لا يختصُّ بالميت، كالفرو، والحشو، والسّلاح، والخُفّ، يُزادُ إن نقصَ ما عليه عن كفنِ السُّنةِ، وينقصُ إن زاد إلى أنّ يتم كفنهُ المسنون. فعن ابن عباس رضي الله عنه قال:( أمر رسول الله بقتلى أُحد ان ينزع عنهم الحديد والجُلود، وأنّ يُدفنوا بِدمائهم وثيابهم).

أيضأً لا يُغسل ويُصلّى عليه، ويُدفنُ بدمهِ.
فعن جابر رضي الله عنه: (( إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم : كان يجمَعُ بين الرّجلين من قتلى أُحد في ثوبٍ واحدٍ، ثُمَ يقول: أيهم آخذاً للقرآن؟ فإذا أشير إلى أحدهما قدّمهُ في اللحدِ، وقال: أنا شهيدٌ على هؤلاءِ، وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يُصلي عليهم ولم يُغسلهم)).

أقسام الشهيد

  • شهيد الدنيا والآخرة: وهو المجاهدُ الذي يُقتل في سبيل الله تعالى مقبلاً غير مدبر ولم يكن مرادهُ متاعاً من متاع الدنيا.
  • شهيد الدنيا: وهو من قُتلَ في الجهاد، ولكن كان قَتلَهُ رياءً، أو حتى ينال غرضاً من أغراض الدنيا، ولم يكن في سبيلِ الله تعالى، فيُعامل في الدنيا معاملة الشهداء، فلا يُغسّل ولا يُصلّى عليه، وأما في الآخرة فإنّهُ يُحاسب على سوء نيَّتهُ وقصدهِ.
  • شهيدُ الآخرة: هو من يأخذ يوم القيامة أجر الشهداءِ، ولكن لا تجري عليهِ في الدنيا أحكام الشهيد من عدم الغُسّل والصلاةِ، بل يُغسّل ويُصلّى عليه.
    ومنهم المقتول ظلماً من غيرِ قتالٍ ومن ماتَ بسبب مرضٍ في بطنهِ، أو بسبب الطاعون، أو من مات غرقاً كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الشُّهداءُ خمسةٌ : المَطعون، والمَبطُون، والغَرِيقُ، وصاحِبُ الهدمِ، والشَّهيدُ في سبيل الله عزوجل).

شارك المقالة: