عام الحزن

اقرأ في هذا المقال


كانت بدايةُ الدعوِة صعبةً جداً على النبي ومن معه من أصحابه، فبعد عونِ الله لهُ وحمايتهِ لرسوله لم يكن هناك من يقوم على حماية النّبي والوقوف إلى جنبهِ سوى أصحابه وأهله (زوجتهُ وعمّهُ) ،وفي السنة العاشرة لبعثة النبي، مرَّ النبي فيها بأكثر الأوقات والأعوام حُزناً.

وفاة عمّ النبي أبي طالب

فبدأت أولى الأحزان بوفاةِ عمّهِ أبو طالب، وبعد خروجهِ عليه السلام مع أصحابهِ من الشعب بستّةِ اشهرٍ، وفي السّنة العاشرة من بعثتهِ عليه السلام، وفي شهرِ رمضان ، أصيب النبي بحزن كبير بوفاة عمه الذي كان أكثر الناسِ قرباً منه، وحمايةً للنبي، وسنداً وأباً ، فكان خيرَ كفيل للنبي في بدايةِ عمرهِ ، فقد كان النبي أكثر قرباً إلى أبي طالب حتى من أولادهِ، عوضاً أنَّه كان حصناً منيعاً يحمي النبي والدعوة الإسلامية من كيد الكفّار والسفهاء.

وفاة السيدة خديجة زوجة النبي

لم تأتي الأحزان فرادى على النَّبي ، فبعد وفاة عمّه أبو طالب بعدّة أيام ، حزن النبي بوفاة زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها ، وكان عمرها رضي الله عنها ما يقارب خمساً وستون عاماً، عندما كان سيدنا المصطفى يناهزُ من العمرِ خمسينَ عاماً، فكانت السيدة خديجة تحمل مكانةً خاصّة في قلب النبي، وما كان لها من أثر كبير في الوقوف إلى جانب النبي قبل وبعد البعثة، كانت من تواسي النبي بنفسها ومالها، تؤازره في أكثر الأوقات حرجاً، وتشارك رسولنا الكريم بكل ما مرَّ به من ظروف عصيبة جداً، فزاد حزن النبي بوفاة عمّه وزوجته في أيام معدودة .

تراكم الأحزان

بعد وقوع الأحزان في قلب النبي بعد وفاة أقرب الناس له ( عمه وزوجته )خلال أيام معدودة، ثمّ توالت المصائب على النّبي من قومه، فكان قومهُ أكثرَ الناسِ فرحاً بهذه الأحداث، فقد كان عمّهُ حامياً له من شر المشركين وأفعالهم، واستمروا بالأذى بعد موت أبي طالب ، فازداد الغمُّ على النبي، فأصاب النبي اليأس بما يقومون به ، فما كان من النبي إلّا أن خرج إلى الطائف راجياً من أهلها أن يتسجيبوا إلى ما يدعوا النبي وأن ينصروه فيها ، فتلقى النبي عكس ما تمنى ، فقد استقبل بالأذى، ونال من أهل الطائف أشد ممّا فعلوا به قومه.


شارك المقالة: