نمر من طريق مكّة المكرّمة نشتم رائحة صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث الصحبة لخير الخلق محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، حيث القدوة المحمّديّة، حيث من نشروا
الإسلام ودافعوا عنه وعن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، حيث كاتبوا الوحي الإلاهي ونقلوا الحديث، حيث القرابة من بيت خير الخلق محمد صلّى الله عليه وسلّم، حيث زوج رقيّة وأم كلثوم بنات محمّد عليه أفضل الصّلاة وأتم التسليم، عثمان بن عفّان، صحابي تستحي من الملائكة ، تعالوا نتعرف على قصّته مع الحديث.
نبذة عن عثمان
هو الصّحابي الجليل عثمان بن عفّان من قريش من مواليد مكّة المكرّمة وقيل الطائف قبل البعثة بما يقارب 47 عاماً، أوّل المهاجرين للحبشة وللمدينة المنورة، من العشرة المبشرين بالجنة، كان من المقرّبين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وثالث الخلفاء الراشدين المهديين من بعد أبي بكر وعمر، زوج رقيّة وأم كلثوم بنات النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ولزواجه منهما لقِّب بذو النورين، توفي رضي الله عنه في أحداث الفتنة شهيداً سنة 35 للهجرة.
عثمان بن عفان ورواية الحديث
كان عثمان بن عفّان من الصّحابة المقلّين للحديث، وكان معروفاً بشدّة خوفة عن رواية الحديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم خشية الخطأ فيها، لذلك لم ينقل عن عثمان بن عفّان الكثير من الأحاديث النّبوية الشريفة، وذكر المحدُثون أن ما ورد عن عثمان بن عفّان ما يقارب 146 حديث، نجدها في مسند أحمد بن حنبل وغيرها من كتب السنّة.
روى عثمان بن عفّان الحديث عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وعن عدد من الصّحابة من أمثال أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب وروى عنه الحديث من أبنائه عمرو وأبان ومن الصّحابة أنس بن مالك ومن التابعين سعيد بن المسيّب رضي الله عنهم جميعاً.
في فضل عثمان
لقد كان لعثمان بن عفّان رضي الله عنه الفضل كباقي الصّحابة، ولعل الفضل يزدان بما ورد به في الحديث، ومما ورد في فضله ما أورده الإمام مسلم في صحيحة من طريق عائشة وعثمان قالوا: ((أنّ أبا بكر استأذن على رسول الله صّلى الله عليه وسلّم وهو مضطجع على فراشة لابس مِرط عائشة فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: ( اجمعي عليك ثيابك) فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: مالي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( إنّ عثمان رجل حيي، وإنّ خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبْلُغ إليّ في حاجته)).