علم خواص القرآن

اقرأ في هذا المقال


خُص القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماوية، أنَّه علاج للناس من جانبين: اولاً – جانب معنوي، وحسي .  

فمن ناحية جانب معنوي، نجد انتظام آياته، فيما يخص بسلوك البشر بجميع أنواعه، سواء من ناحية السلوك وعلاقتهم بربهم، وسواء سلوكهم تجاه الآخرين.

وموضوع العلاج الجانب الحسي، نجد ترتيب آياته، أُشير إليها عن طريق الكثير من الأحاديث، وأحياناً يتم معرفة خصائص بعضها من خلال التجارب، فقد قام بها رجالٌ مؤمنون صالحون، وتعالج الكثير من الناس.

أصل امتياز بالعلاج الحسي:

وقد جاء ما يدعم ويؤكد ذلك ، فقد أخرج ابن ماجه وغيره من حديث ابن مسعود :

(عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن)

وأخرج ايضاً من حديث علي : (خير الدواء القرآن)

هذا إعلان نبويٌ رباني قد بُثّ من صاحب الشريعة في الناس، ليعرفوا مكانة قرآنهم، فيهرعوا إليه خاضعين مؤمنين ساكنين.

دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه.

ولم يقف عند هذا الحديث فقط، وإنّما أخذ يدعو كل مريضٍ جاء إليه ، أن يقرأ من كتاب الله، فالقراءة فيه علاج، وبركة.

وهناك الكثيرمن الحالات التي تمّ عرضها عليه، ووصف فيها القراءة للمصاب.

قال تعالى ﴿وَلَوۡ جَعَلۡنَـٰهُ قُرۡءَانًا أَعۡجَمِیࣰّا لَّقَالُوا۟ لَوۡلَا فُصِّلَتۡ ءَایَـٰتُهُۥۤۖ ءَا۬عۡجَمِیࣱّ وَعَرَبِیࣱّۗ قُلۡ هُوَ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ هُدࣰى وَشِفَاۤءࣱۚ وَٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ فِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرࣱ وَهُوَ عَلَیۡهِمۡ عَمًىۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُنَادَوۡنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِیدࣲ﴾ [فصلت ٤٤]

فهناك آيات فيها خاصية وسر، وفيها الشفاء بإذن الله تعالى، ثمّ هناك الكثير من الوصفاتٌ العلاجية بآيات خاصة، قد حددها النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في خاصيتها ، ورفعاً لشأنها بين شبيهاتها من آيات القرآن الكريم.

خواص سور بعينها.

خواص سورة الفاتحة .

ما تحويه سورة الفاتحة من كنوز ودرر، وعلوم، أهمها أنّها أوجزت القرآن بين حروفها، ثمّ تمّ ترشيحها بوظائف متعددة أسوق لكم بعض منها، فقد خُصت بوظائف تفيد الناس، وتقيهم بإذن الله من أي سوءٍ لو أخذوا بها على إيمان ويقين.

1- هي شفاء من كل داء.

أخرج البيهقي بسنده وغيره من حديث عبدالله بن جابر:

( في فاتحة الكتاب، شفاء من كل داء)

وفي رواية الخلعي في فوائده، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه ( فاتحة الكتاب شفاء من كل شيءٍ إلّا السـام ) السام : الموت.

2- هي شفاء من السمّ.

أخرج سعيد بن منصور والبيهقي وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري ( فاتحة الكتاب شفاء من السم )

3- فاتحة الكتاب رقية.

وأخرج الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: :

(كنا في مسير لنا، فنزلنا، فجاءت جاريةٌ فقالت: إن سيداً بالحي سليم فهل من راقٍ؟

فقام معها رجلٌ، فرقاه بأم القرآن، فبرىء.

فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : وما يدريك أنّها رقية)

4- فاتحة الكتاب تعويذة .

أخرج البزار من حديث أنس:

إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت (فاتحة الكتاب)و(قل هو الله أحد) فقد أمنت من كل شيء.

وأخرج الطبراني في الأوسط، عن السائب بن يزيد قال: (عوّذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تَفلاً)

خاصية سورة البقرة.

أخرج مسلم من حديث أبي هريرة:

(إنّ البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله شيطان )

وهذه خاصية الحفظ من جنود الشيطان، وهي العلاج الوقائي، تحفظ على الإنسان قلبه وقالبه.

2- تعويذةٌ كبرى.

وسورة البقرة كذلك لها ميزة الحفظ بوصفة التعويذة، كما هي سورة الفاتحة – من الناحية العلاجية، وكذلك الشفاء – ممّا أصاب الإنسان.

فقد أخرج عبدالله بن أحمد، في زوائد المسند بسند حسن، عن أبيِ ابن كعب قال:

( كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابي، فقال: يا نبي الله! إنّ لي أخاً، وبه وجع.

قال: وما وجعه؟

قال: به لممٌ.

قال: فائتني به .

فوضعه بين يديه، فعوّذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب، وأربع آيات من أوّل سورة، وهاتين الآيتين ﴿وَإِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱۖ لَّاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [البقرة ١٦٣] وآية الكرسي، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة، وآية من آل عمران ﴿شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [آل عمران ١٨] وآية من الأعراف ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ ﴾ [الأعراف ٥٤] وآخر سورة المؤمنون ﴿فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ﴾ [المؤمنون ١١٦] ﴿وَأَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةࣰ وَلَا وَلَدࣰا﴾ [الجن ٣] وعشر آيات من أول الصافات، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وقل هو الله أحد والمعوذتين.


شارك المقالة: