بعد أن رجع النبي من غزوة الأحزاب إلى المدينة منتصراً، وفي نفس اليوم الذي عاد فيه النبي جاء للنبي سيدنا جبريل عليه السلام وقال له أنَّ الملائكة لم تضع سلاحها، وطلب منه أن يتجهز هو ومن معه للذهاب نحو بني قريظة.
سبب غزوة بني قريظة
كان سبب هذه الغزوة هو نقض اليهود للعهود التي كانت مع النبي، وكان غدر بني قريظة للنبي قد ألحق بجيش المسلمين ضرراً في غزوة الأحزاب، حيث خذلوا المسلمين في إبعاد خطر الكفار عنهم، وقد عرف عن اليهود بانعدام الثقة فيهم، وأنّهم ليسوا أهلاً للثقة أبداً ومعروفون بنقض العهود والمواثيق.
أحداث غزوة بني قريظة
تعتبرغزوة بني قريظة مكملة ومربوطة بغزوة الخندق، لأنَّ اليهود كان لهم دور سلبي على جيش المسلمين، وكان النبي قد أمر أن لا يصلي الناس العصر إلّا في بني قريضة، وقد أخبره سيدنا جبريل أنّه يسير أمامه ومعه موكب من الملائكة سيقذفون الرُّعب والخوف في قلوب بني قريظة، واستعد النبي للخروج وكان عدد جيش المسلمين يقارب الثلاثة آلاف مقاتل وعدد الخيل ثلاثين، وسار جيش المسلمين حتى وصل إلى بني قريظة، حتى حاصرهم النبي من جميع المواقع.
وبعد حصار النبي لهم والذي دام عشرين يوماً، ومع الخوف والرُّعب الشديدن في قلوب بني قريظة عرض سيد قوم بني قريظة واسمه كعب بن أسد على قومه إمّا أن يدخلوا في دين محمد أو أن يستسلموا للنبي او أن يقوموا لمحاربة جيش المسلمين، فرفض اليهود تلك الخيارات، وبعد الحصار الشديد وعدَّة محاولات من اليهود بالوصول إلى اتفاق مع النبي إلّا انّها باءت بالفشل لأنّهم كانوا يعلمون أنّ المسلمين لن يتركوهم.
نتائج غزوة بني قريظة
وبعد المحاولات الفاشلة من اليهود للوصول لأيّ اتفاق مع جيش المسلمين حينها بدأ جيش المسلمين يشعر بالكثير من التعب، بسبب أنّهم بقوا في البرد الشديد وهم في العراء في فترة حصارهم لليهود، وأصابهم ما أصابهم من الجوع الشديد، فقرر جيش النبي الهجوم وعندما بدأ الجيش بالتحرك، طلب يهود بني قريظة الاستسلام دون أن يحددوا أيّ قيود أو شروط.
وعندها قام جيش المسلمين باعتقال رجالات اليهود وقيدوهم، ووضعوا النساء في مكان معزول عن الرجال، وحكم سعد بن معاذ باليهود، فقد حكم عليهم بأن يُقتل جميع رجال اليهود، وتُسبى جميع نساء اليهود، وتقسّم كل أموالهم وممتلكاتهم على المسلمين، فقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ: (لقد حكمْتَ فيهم بحكمِ الملكِ من فوقِ سبعِ سمواتٍ)، ثمّ حفر المسلمون الخنادق لهم، فكانوا يدفنون اليهود جماعات جماعات، فكان المسلمون يضربون أعناقهم في الخنادق ليكون جزاءً لهم لما ارتكبوا من أفعال خداع وغدر وخيانة كبيرة بحق جيش المسلمين.
وكان لجيش المسلمين غنائم كثير في حصون اليهود، فقد وجدوا ألفاً وخمسمئة من السيوف، وألفين من الرِّماح، وثلاثمئة درع، وتمّ توزيع تلك الغنائم بين جميع أفراد جيش المسلمين، وبذلك فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بتدمير أخطار الغدر والخيانة والشر من اليهود الذين نقضوا الاتفاقيات والعهود والمواثيق مع المسلمين.
وجرت غزوة بني قريظة في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة النبوية، وكان سبب تلك الغزوة هي خيانة اليهود ونقضهم للعهود وغدر المسلمين.