غزوة غطفان

اقرأ في هذا المقال


غزوة غطفان

وصلت أخبار إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن بني ثعلبة ومحارب من قبيلة غطفان قد اجتمعوا بزعامة رئيس منهم يقال له دعثور، حيث كان مراد اجتماعهم أنّهم يريدون أن يغيروا على المدينة المنورة.

عندها أراد النبي محمد عليه الصلاة السلام أن يقوم بغلِّ أيديهم حتى لا يتمكنوا من القيام بذلك الاعتداء، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام إليهم من المدينة، وكان مع النبي أربعمائة وخمسين رجلاً من المسلمين، وكان ذلك لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وقد استخلف النبي على المدينة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وعندما سمعوا بأخبار سير رسول الله ما كان لهم إلى أن هربوا وفروا إلى رؤوس الجبال، مع أنّ المسلمين ما زالوا يسيرون حتى وصل جيش المسلمين إلى ماء يسمّى ذلك الماء ذا أمر، فعسكر الجيش هناك، وقد حدث أنّ سيدنا محمد عليه الصلاة السلام قد نزع ثوبه حتى يجففه من مطر قد بلله.

وارتاح النبي تحت شجرة وكان المسلمون متفرقين، عندها شاهده وأبصره الرجل المسمى دعثور، فأقبل دعثور إلى النبي بسيفه حتى وقف على رأسه، وقال دعثور للنبي: “من يمنعك مني يا محمد”، ( يقصد من يمنعك من أن أقتلك)، فقال النبي (الله)، عندها أدركت ذلك الرجل هيبة وأصابه الرّعب، لدرجة أنّه أسقط السيف من يده، ولكن بعد ذلك تناوله سيدنا محمد عليه السلام، وقال النبي لدعثور: “من يمنعك مني”، قال دعثور للنبي: (لا أحد) .

حينها عفا النبي عن دعثور، فأسلم ذلك الرجل، وبعد ذلك دعا قومه للدخول في دين الإسلام، حيث حول الله قلبه من عداوة وكره رسول الله وتجميع الناس لحربه وقتاله إلى محبة النبي عليه الصلاة والسلام وجمع الناس لمحبته، حيث قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )…سورة الجمعة.

وهذا هو ما ينتج عن حسن المعاملة والابتعاد عن الفظاظة والتعصب وغلظ القلب، فقال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)….سورة آل عمران.


شارك المقالة: