قائد هوازن يهدد بالانتحار في غزوة حنين:
وفي وقت أحداث غزوة حنين يظهر كلام درید وحواره الذي قد كان مع ملك هوازن وقائدها قد أثّر في قادة الكتائب ووجوه القبائل في جيش هوازن، فبدأ عليهم الميل حتى يتم الأخذ بنصيحة دريد بن الصمة حتى يتم إرجاع النساء والأطفال والأموال إلى مكان بعيد عن القتال أو على أعالي الجبال.
لهذا وقد شعر مالك أن زعماء وسادات قومه يرون أن المنطق الصحيح والصواب يكمن في نصائح وتوجيهات دريد بن الصمّة وأنّ التوفيق قد جانب مالك في تصرفه، حيث لم يجد ذلك القائد الشاب الطائش أمامه سوى التهديد بالانتحار إن لم تقم هوازن بإطاعته وأن تصرف النظر عن نصائح وتوجيهات دريد بن الصّمة.
فقد استل مالك سيفه أمام وجوه وقادة هوازن ثم نكسه (أي قلبه) ثم قال: “يا معشر هوازن، والله لتطیعني أو لأتكئن على السيف حتى يخرج من ظهري”.
وكره مالك أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي، فقد تشاور القوم وتناقشوا ودرسوا الوضع ومشى بعضهم إلى بعض، فقالوا: “والله لئن عصينا مالكاً، وهو شاب، ليقتلنّ نفسه ونبقى مع دريد، شيخ كبير، لا قتال فيه، ابن ستين ومائة”. ومن ثم أجمعوا أمرهم مع مالك، وخالفت هوازن دريداً .
فعندما رأى ذلك دريد وأنّهم قد خالفوه، قال: “هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه، ثم قال:
“يا لَيتَني فيها جَذَع أَخُبُّ فيها وَأَضَع أَقودُ وَطفاءَ الزَمَع كَأَنَّها شاةٌ صَدَع”
وكان دريد بن الصّمة قد ذكر بالقوة والفروسية والشجاعة، ولم يكن قد وصل من العمر عشرون عاماً، وكان رئيس بني جشم وسيدهم وكان أوسطهم نسباً، ولكنّ السن أدركته حتى فني فناء، وهو يدعى “دريد بن الصمة بن بكر بن علقمة بن جداعة بن غزية بن جشم ابن معاوية بن بكر بن هوازن”.
وبهذا قد نجح ذلك الشاب القائد ملك هوازن مالك بن عوف في حمل وجوه هوازن وشيوخها وقادتها على القبول بخوض معركة كان دريد بن الصمّة قد أخبره بأنّها معركة خاسرة وأن نتائجها رهيبة ومفزعة ومخيفة بالنسبة لهوازن، وذلك بسبب طريقة الحشد والتعبئة التي كان قد اتبعها القائد مالك بن عوف النصري والتي أخطر ما فيها حشد النساء والأطفال والشاء والإبل والحمير وكل ما تملك هوازن واصطحابه كله مع الجيش إلى حنين.