قصة النبي والوفاء مع المشركين:
عقد الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم صلح الحديبية مع كفار قريش وذلك في العام السادس من الهجرة النّبوية الشريفة.
والذي كان من شروط ذلك الصلح هو أنّه إذا دخل في الإسلام أي أحد من المشركين والكفار وذهب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم أعاده إلى قومه وعشيرته، وبالفعل كان ذلك بعد إتمام ذلك الصلح مباشرة، فقدم رجل اسمه أبو جندل بن سهيل بن عمرو رضي الله عنه إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأعلن عن دخوله في الإسلام.
فلمّا شاهده والده طلب من الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام أن يعيده إلى قومه وذلك وفاءً بشروط ما كتب في صلح الحديبية، حينها وافق الرسول على ذلك الأمر ومن ثمّ أعاده إلى قومه، وبعد ذلك قال أبو جندل: “يا معشر المسلمين، كيف أرد إلى المشركين يفتنوني عن ديني” ؟ عندها أخبره الرسول صلّى الله عليه وسلم بشروط عهد صلح الحديبية والذي أخذه النّبي على نفسه وأخذه على وجوب وفائه به مهما كان ذلك الأمر، وقال النّبي للرجل: ” اصبر واحتسب فإنّ الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً، وإنّنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً “.
كان ذلك المثال يدل على وفاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعهده وكلمته وشروطه مهما بلغ الأمر، وأنّ النبي يفي بعهده مع جميع الخلق حتى لو كان العهد مع المشركين.