السفر هو الانتقال من مكان لآخر، وللسفر غايات عديدة منها ما يكون بسبب العمل، أو بقصد العبادة وقد يكون للترويح عن النفس، وقد يكون السفر برحلة إما أن يكون طويلاً لسنوات وقد يكون لفترة قصيرة.
قصة دينية للأطفال عن السفر وآدابه
في يومٍ من الأيام وبينما كانت العطلة المدرسية قد بادرت على الأبواب، وكان من بين الطلاب الذي كان من الطلاب المجتهدين، حيث قرر والدي خالد الذهاب في رحلة من أجل العبادة وقد قاموا بالعمرة لبيت الله الحرام.
جلس والدي خالد في غرفة الجلوس ومعهم خالد وأخذوا يتناقشون حول الرحلة، وأخذ خالد يتحدث عن حماسه وحبه للذهاب في تلك الرحلة، خالد والذي لم يتجاوز عمره العاشرة من عمره، سأله والده هل جهزت من أجل السفر يا بني؟
خالد: نعم يا والدي لقد أحضرت حقيبتي ووضعت فيها كل ما أحتاج من أجل السفر.
الأم: وهل هذا كل ما تحتاجه يا بني؟
خالد: لا أعتقد بأني نسيت شيئاً؛ لأنني فرغت الحقيبة أكثر من مرة ولا أعتقد بأن هناك نقص في الحقيبة. بينما كانت العائلة جالسة قررت الأم أن تصنع كأسا من الشاي لكي يشربوه وهم في نقاش حول السفر وفي أي يوم سيذهبون وأشياء أخرى.
الأب: لكن هل تعلم يا بني أنّ هناك آداب للسفر؟
خالد: للأسف لا يا أبي، أريد منك أن تعلمني تلك الآداب.
الأب: حسنا يا بني.
دخلت الأم وهي تحمل الشاي، أين وصلتم في حديثكم؟
خالد: لقد وصلنا حول آداب السفر، قبل السفر وأثناء السفر، وبعد السفر.
الأم: لكن ما هي آداب السفر يا أبا خالد؟
قال: للسفر آداب عديدة ومن تلك الآداب يا بني:
- إخلاص النية لله تعالى: بحيث يكون الهدف من السفر مشروع خالص لله تعالى وبذلك يكون المسلم قد نال رضا الله تعالى وكذلك يكسب الأجر والتوفيق من الله تعالى.
- أن يودع المسافر أهله: هنا يستحب أن يسلم على أهله ومن هم يرتبطون معه بصلة القرابة مثل إخوانه وأقاربه ومن السنة النبوية أن يقول لهم: “أستودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه“.
- الاستعداد للسفر: بحيث يعرف الانسان المسلم الى أين يتجه ليعد العدة والأمور التي يحتاجها خلال فترة سفر وإقامته من لباس مأكل وشراب بالإضافة للمال. كما ويجب عليه إذا كان مسؤولا أن يترك لأهله المال الذي يكفي حتى عودته.
- الحرص على دعاء السفر: ويعني الإكثار من الذكر وقراءة القرآن والدعاء قبل السفر، ومن الأدعية التي يجب الدعاء بها وهي التي أوصانا بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا الى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من عناء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل”.
- مساعدة رفقاء السفر: ويكون ذلك بمساعدة من يقوم معنا بالسفر وقضاء حوائجهم وأن نشاركهم بالأكل والماء، ويجب معاملتهم بلطف ولين.
- التمتع بحسن الخلق: وذلك بأن يكون المسافر لبقا أثناء السفر فلا يزاحم الناس ويسبهم أو يشتمهم كذلك عليه أن يحفظ لسانه من الكذب والنميمة وغيرها من الصفات الرذيلة.
- صلاة ركعتين قبل السفر: هذا ويستحب للمسافر أن يصلي ركعتين قبل خروجه من المنزل.
- رد الحقوق إلى أهلها قبل السفر: ومن آداب السفر أن يقوم برد الحقوق إلى أهلها قبل سفره فإن كان عليه دين عليه أن يقضيه ويطلب السماح من اهله وأخواته وإخوانه، وكل من حوله.
- الذكر عند العودة من السفر: أن يضاف على الأدعية السابقة وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “آيبون، تائبون وإنا لربنا حامدون” وذلك عند عودته من السفر.
- إحضار الهدايا للأهل: ويكون بذلك أي عند إحضار الهدايا قد أدخل السرور على نفس أهله وأقاربه وقد فرحوا بعودته من السفر.
وهكذا فعلينا يا بني بأن نجهز أنفسنا للسفر كما وأن تلك الأخلاق والفضائل من العادات الحسنة بين المسلمين جميعاً، وقام خالد فرحاً يتفقد لوازم سفرهم.