قصص دينية للأطفال عن أهمية العطف والحنان

اقرأ في هذا المقال


العطف والحنان هما من الصفات التي حثّ الإسلام عليها، ويعتبر الحنان من الصفات التي تكون أكثر ما تكون للأنثى الأم وهي التي تعرف بعاطفتها المتأججة بين أفراد المجتمع الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام قد ضرب أجمل أنواع العطف والحنان سواء على الصغار اليتامى أو الكبار في السن كما وأن الشريعة الإسلامية قد اشترطت زيادة الألفة والمودة بين افراد المجتمع بالألفة بين الناس.

قصة عطف الأم على ابنها

كان هناك سيدة كبيرة في العمر، وقد كان لتلك السيدة ابن وحيد وفي يوم قرر ذلك الشاب السفر وترك والدته وحدها.

طلبت الأم منه أن يأخذها معه لتلك البلد التي ينوي أن يسافر لها، في تلك اللحظة قرر الشاب أن يسافر ويستغفل والدته التي لا تعرف بالقراءة والكتابة فقال لها: أمي أريد منك أن تنظريني هنا ثم أحضر وآخذك معي.

ثم أعطاها ورقة وقال لها تنتظريني على المقعد الذي في الحديقة، وإذا تأخرت عندها سوف تعطين أحدهم الورقة ليقرأها، فرحت الأم لكلام ولدها ظناً منها أنه قد كتب رقمه للاتصال به وتذهب للمكان الذي هو فيه وتلحق به.

وفي اليوم التالي خرجت السيدة وهي على أمل بأن يأتي ابنها ويأخذها، بالفعل خرجت وجلست على المقعد الذي في الحديقة لتنتظر ابنها وأثناء جلوسها على المقعد، بقيت تنتظر ابنها حتى يأتي يأخذها وجاء وقت الظهيرة وهي تنتظر ابنها، في ذلك الوقت جاء مجموعة من الشباب الذين حزنوا على جلوسها تحت أشعة الشمس الحارقة.

في تلك الفترة ذهب الشباب إليها وسألوها ما بالك أيتها السيدة تجلسين منذ ساعات تحت هذه الشمس الحارقة، أجابت الأم انني أنتظر ابني الذي سيأتي ويأخذني معه. قالوا ما رأيك أن نحضر لك بعض الطعام والشراب إن كنت جائعه؟ أجابت الأم حسناً وجزاكم الله خيراً.

ثم ذهب الشباب لبيوتهم وقد حزنوا على تلك الأم، في المساء قرر الشباب أن يذهبوا للسيدة ويعرفوا هل جاء ابنها ليأخذها أم ماذا حدث لها؟ وعندما وصلوا إليها وجدوها جالسة كما هي على المقعد وتنتظر عودة ابنها وسألوها لماذا لا تأتين وتنتظرين عندنا في بيتنا بدل أن تنتظري هنا؟

الأم أجابت: لا يا بني أخاف أن أذهب ويأتي ابني ليبحث عني، وأضافت إذا أردتم أن تسدوا لي معروفاً أريد منكم أن تأخذوا هذا الرقم وتتصلوا به لأعرف ما بال ابني قد تأخر؟

صعق الشباب وتفاجئوا عندما كانت تظن الأم أن ابنها قد كتب لها رقم الهاتف وهو في الحقيقة قد كتب (من يجد هذه السيدة ويستطيع أن يبعثها لدار المسنين فليأخذها إلى هناك).

لم يكن من الشباب الثلاثة إلا أن صدموا مما يفكر به ابنها، ثم ذهبوا إليها وأخبروها بأن ابنها لا يرد على الهاتف، وذهبوا والحزن والعطف على تلك السيدة قد ملأ قلوبهم التي تفطرت حزنا على تلك  السيدة.

قرروا أن يذهبوا وهم في حالة استغراب لقساوة قلب ذلك الابن في تلك اللحظة، فعادوا للبيت وفي الصباح ذهبوا لتلك السيدة ليروا إن كانت تنتظر ابنها أم لا، لقد وجدوا سيارة الإسعاف والشرطة ملتفة حول مقعد تلك السيدة، لقد وجدوها قد فارقت الحياة وقد علموا أن ضغط تلك السيدة قد ارتفع نتيجة انتظار ابنها وخوفها أن ابنها قد حدث له مكروه لذلك قد فارقت الحياة.

وهكذا بالرغم من عطف الأم على أبنائها إلا أن ابنها كان قد جعل من قلبه صخرة لا تشعر، وللأسف كثيراً ما نرى مثل تلك التصرفات القاسية من الأبناء.

قصة سلمى وإخوانها

في يوم من الأيام كان هناك فتاة تسمى سلمى، وتعيش في تلك الأسرة الصغيرة والمكونة من فتاة وولدين ذكور، في تلك الأسرة كان العطف الحنان فقط من نصيب الأبناء الذكور وأهملوا البنت الوحيدة عندهم، مما دفع تلك الفتاة لأن تعيش حالة من العزلة، حتى وإن جاء من هم في حالة القرابة القريبة جداً منهم تذهب لغرفتها وتعتزل الناس ولا تجلس معهم.

سلمى لم تفقد الأمل بأن الغد أفضل بالنسبة لها، وفي تلك الأثناء قررت أن تكون من الأوائل في المدرسة وتكتفي بكتبها وأقلامها ولا تستجدي حنان أحد أو عطفهم عليها.

بالفعل بقيت سلمى مجتهدة في دروسها ودرست في الجامعة، ولاجتهادها قررت الجامعة أن تُدرس سلمى فيها كمعيدة في نفس الجامعة التي درست فيها، ووافقت سلمى على ذلك وسلمى لأنها كانت تعتزل الناس قررت أنها لا تفكر يوما بالارتباط أو التعرف على أي شاب.

في يوم من الأيام دعتها صديقتها لميس للغداء عندها في البيت وأصرت عليها كثيراً للحضور، وفي تلك الأثناء تعرفت سلمى على صديق للعائلة ومن أقارب لميس، وبعدما أنهت زيارتها لصديقتها لميس بقيت تفكر بذلك الشاب، وفجأة رنّ هاتفها ولكنها لم تعرف لمن هذا الرقم.

المهم ردت سلمى على الهاتف وإذا به ذلك الشاب الذي تعرفت عليه في بيت صديقتها،  وسلمى لم تسأله من أين أتيت برقمي؟

يوم بعد يوم أخذت سلمى تتعلق بذلك الشاب حتى جاء في يوم وزارها في مكتبها بالجامعة الأمر الذي جعلها تتعلق فيه أكثر من أي وقت، بعد أيام اكتشفت سلمى أن هذا الشاب متزوج وعنده عائلة في البداية كان ضميرها يأنبها، بعد فترة قررت أن تستمر على علاقتها به.

أخيراً ضميرها عاد وتحرك مرةً أخرى وقالت لا أريد أن أدمر عائلة بأكملها وقد أخبرته أن أحد أفراد أقاربها قد جاء لخطبتها وسيتزوج منها ويسافر معها للخارج.

وهكذا انتهت علاقة سلمى بذلك الشاب الذي أحبته ولأول مرة، وهنا رسالة يجب على الجميع تلقيها وهي عدم ترك الأولاد بدون حنان ولا عطف وعليهم فمن الممكن أن يحصلوا على العطف والحنان من أشخاص غير مناسبين ويصبح الأبناء في حالة بحث عن الحنان والعطف من الخارج.

ما هي العبر المستفادة من قصص العطف والحنان على الأبناء

  • على الوالدين تقديم الحنان والعطف على جميع الأولاد ودون استثناء.
  • تعليم الأطفال وتعويدهم على أن الكبير يعطف على الصغير، والصغير يحترم الكبير وإسداء العطف والحنان على الجميع.
  • أن يكون رسولنا القدوة الوحيدة لجميع تصرفاتنا وأخلاقنا؛ لأن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام مثالاً للأخلاق الحميدة فكان يحن على الغريب قبل القريب ولا يميز أحدًا عن غيره فقد كان هو منبع الحنان والعطف في أثناء سيرته العطرة.

شارك المقالة: