لقد كان الصّحابة رضوان الله عليهم أعلم الناس بحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك لصحبتهم وحضورهم الوحي والتنزيل، فلا يؤخذ الحديث إلّا من طريقهم، ولقد كان لهم الفضل بالصحبة، وممن جاء معهم ولم يشاهدوا النّبي صلّى الله عليه وسلّم لهم الفضل بعدهم، نتحدث عن راوٍ للحديث من أراد رؤية الحبيب المصطفى ولم يلحقه لقبض روحه صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يصل من سفره إليه من الكوفة، فتعالوا معنا إلى سيرة هذا المحدّث التابعيّ من الراوين عن العشرة.
نبذة عن قيس بن أبي حازم
هو التّابعي قيس بن حصين بن عوف، أصله من الكوفة، وعندما أراد الإسلام رحل إلى النّبي صلّى الله عليه وسلم ليسلم فلقيَ الّنبي صلّى الله عليه وسلّم قد توفيَ، وقيل أنّ أبا قيس كان له صحبة كما قيل بما لم يثبت أنّه رآى النّبي عليه الصّلاة والسلام يخطب، شهد معركة اليرموك وكان بجيش خالد بن الوليد، وقد عاش بعد النّبي عليه السلام إلى عهد الأمويين في خلافة سليمان بن عبد الملك، توفي بعمر تجاوز المائة سنة في العام السابع بعد التسعين من الهجره.
قيس وروايته للحديث
لقد كان قيس من رواة الحديث الشريف عن عدد كبير من الصّحابة ممن سمعوا الحديث النّبوي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن الصحابة الّذين روى عنهم أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب وعلي بن أبي طالب وأبي عبيدة وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً، وروى الحديث من طريقه سليمان الأعمش وابن جرير البجليّ وغيرهم رحمهم الله جميعاً.
من حديث قيس
من الأحاديث الّتي جاءت من طريق قيس بن أبي حازم في روايته عن جرير بن عبدالله ما أورده الإمام مسلم في صحيحه أنّ قيس بن أبي حازم سمع جريراً يقول:( ما حجبني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك).
في فضل قيس
لقد كان لقيس بن أبي حازم مكانة عند المحدّثين وأعلام الجرح والتعديل فقيل أنّه أوثق التابعين، وقال عنه يحيى بن معين رحمه الله تعالى أنّه أوثق من الزّهريّ وله فنضل في الرواية عن العشرة، وهو يعتبر من كبار التابعين رحمهم الله تعالى.