وأرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كتباً عديدة إلى الملوك والأمراء وأصحاب الدول ، يدعوهم فيها إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويطلب منهم الدخول في دين الله الإسلام.
كتاب النبي إلى هوذه بن علي
اسمه هوذة بن علي الحنفي يكنى هوذه (أبو علي) وهو هوذة بن علي بن ثمامة بن مرة الحنفي، ذو التاج وكان هو صاحب اليمامة، عرف عنه أنّه خطيب بني حنيفة قبل مجيء دين الإسلام وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان ذا مكانة عالية عند قومه، واتصف أنّه رجل جميل شجاع وعرف أنّه رجل لبيب، صاحب شرف وذكر كبير، صاحب رأي وحكمة بليغة.
وكتب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة، واختار سيدنا محمد صلى الله عليه الصحابي سليط بن عمرو العامري، وقال النبي في كتابه:
” بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى، واعلم أنَّ ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، فأسلم تسلم، واجعل لك ما تحت يديك “.
وبعد أن اختار النبي لحمل وإرسال هذا الكتاب الصحابي سليط بن عمرو العامري، عندها قدم المرسال سليط إلى هوذة بهذا الكتاب وكان الكتاب مختوماً، فقام وأنزل الكتاب وحيَّاه أيضاً، وقام بقراءة الكتاب عليه، وكتب هوذه بن علي إلى رسولنا الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً بمعنى كلامه:
(“ما أحسن ما تدعو إليه وما أجمله، والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك“، وقدَّم صاحب اليمامة إلى سليط جائزة وكساه بثوب مصنوع من نسج هجر، فقدم سليط بن عمرو بكل ذلك إلى النبي فأخبره بما حصل، وعندها قرأ النبي صلى الله عليه وسلَّم كتاب صاحب اليمامة فقال حينها: “ألو سألني قطعة من الأرض ما فعلت، باد ، وباد ما في يديه “.
فعندما انصرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الفتح، جاءه سيدنا جبريل عليه السلام وأخبر النبي أنَّ هوذة قد مات، فقال النبي حينها بمعنى كلامه: “إنَّ اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبى، يقتل بعدي”، وأنَّ المسلمين سيقتلون ذلك الكاذب.