وأرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كتباً عديدة إلى الملوك والأمراء وأصحاب الدول ، يدعوهم فيها إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويطلب منهم الدخول في دين الإسلام.
كتاب النبي إلى الحارث الغساني
وأرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وكتب النبي فيه قائلاً للحارث:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله وصدق، وإنِّي أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقى لك ملكك).
وكان سيدنا محمد قد اختار لحمل وأرسال ذلك الكتاب الصحابي شجاع بن وهب، وهو من قبيلة بني أسد بن خزيمة، ولمّا وصل الكتاب إلى الحارث قام برمي الكتاب وغضب وقال: (من ينزع ملكي مني، فأنا سائر إليه، ويقصد أنّه سوف يحارب من يهدده بنزع ملكه منه)، ولم يدخل الحارث في دين الله الإسلام، وقد استأذن الحارث بن أبي شمر الغساني قيصر الروم هرقل أن يحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنّ هرقل منعه من القيام بذلك، حينها قام الحارث وأهدى المرسال شجاع بن وهب وأعطاه من الكسوة والمال.