بعد أن بدأ النبي بنشر الدين الإسلامي بين أهله في مكة ومن ثمّ في المدينة المنورة، ومن ثم بين القبائل العربية المجاورة، قام النبي بإرسال كتب إلى الملوك في مشارق الأرض ومغاربها.
كتاب النبي إلى قيصر
وقام النبي بإرسال كتاب إلى قصير ملك الروم، وقد كلف النبي حينها الصحابي دحية بن خليفة، وكتب النبي إلى قيصر ملك الروم قائلاً في كتابه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنّ عليك إثم الأريسيين (قلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)… آل عمران.
وبعد أن قام النبي صلى الله عليه وسلم واختار الصحابي دحية بن خليفة الكلبي لحمل الكتاب إلى قيصر، وأمره أن يرسله إلى ملك بصرى حتى يرسله إلى قيصر ملك الروم، وقد روي أنّ أبا سفيان بن حرب وصلت إليه أخبار أنّ هرقل قد أرسل إليه في ركب من قبيلة قريش كانت لهم تجارة في الشام في الوقت الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أبا سفيان ومشركي قريش، فأتوه وهم بإيلياء ( اسم مدينة بيت المقدس ومعناه بيت الله ).
فدعاهم إلى مجلسه وكان حوله العديد من عظماء الروم، ثمّ دعا الرجل الذي يترجم إلى العربية وقال لهم: من منكم أقرب نسباً وقرابة إلى ذلك الرجل الذي يزعم أنّه نبي من عند الله، عندها تكلم أبو سفيان وقال أنّه هو أقربهم نسباً إلى ذلك الرجل الذي يزعم أنّه نبي، وبعد ذلك دار حوار بين الملك وأبي سفيان.
وقد كان الحوار شيقاً جداً بين أبو سفيان وهرقل عظيم الروم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت من الملك هرقل أسئلة كثير لأبي سفيان، وحتى أنّ هرقل أثبت نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الأجوبة التي كانت من أبي سفيان لهرقل فيما يختص بالنبيعليه الصلاة والسلام .