كتاب النبي إلى كسرى ملك فارس

اقرأ في هذا المقال


وقد أرسل سيدنا محمد العديد من الكتب إلى العديد من الملوك، حتى يطلب منهم الدخول في دين الإسلام، وأن يعتزلوا ما هم فيه من عبادات وأديانٍ مزيفة.

كتاب النبي إلى كسرى

أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي وكلفة بإيصال الكتاب إلى كسرى ملك فارس، وكتب النبي إلى كسرى قائلاً:
( بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، السلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإنِّي أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم ، فإن أبيت فإنَّ إثم المجوس عليك).

وبعد أن اختار سيدنا محمد لإرسال هذا الكتاب الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه، دفع عبد الله بن حذافة السهمي ذلك الكتاب إلى عظيم البحرين، ولا نعلم هل أنّ عظيم البحرين قام ببعث رجل من رجالاته، أم أنّه بعث الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه، ولكنّ الأمر الذي حصل هو عندما قرئ الكتاب على كسرى قام ملك الفرس ومزق الكتاب، وقال في غطرسة كلاماً بذيئاً، حينها بلغ رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ما فعله الملك وأنّه مزّق الكتاب، فدعا النبي حينها عليه وقال: (مزّق الله ملكه).

وقد كان كما دعا النبي عليه الصلاة والسلام، فقد قام كسرى بإرسال كتاب إلى باذان عامله على منطقة اليمن، أن يبعث إليه هذا الرجل الذي يوجد بالحجاز، برجلين من عندك جلدين يأتيان بذلك الرجل، فاختار باذان عامل ملك الفرس على منطقة اليمن برجلين من عنده، فكان أحد الرجلين (قهرمانه بانويه) وكان حاسباً كاتباً، أمّا الثاني فكان (خرخسرو)، وبعث الرجلين بكتاب إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أمره بأن يأتوا معهم إلى كسرى ملك الفرس.

فلمّا وصل الرجلين إلى المدينة المنورة، وقاما بمقابلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال أحد الرجلين إن (شاهنشاء) وهو اسم ملك كسرى كتب إلى باذان عامله على منطقة اليمن يأمر باذان بأن يرسل إلى الرجل الذي بالحجاز( وكان يقصد النبي) ويأتي به، وقد أرسلني إليك حتى تأتي معي، وقال كلاماً توعده فيه، عندها أمرهما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن يلاقياه في اليوم التالي.

وكانت في تلك الأوقات قد حدثت ثورة كبيرة جداً ضد ملك الفرس كسرى من داخل قصره بعد أن تلقى جنود كسرى هزيمة مهينة ضد جنود قيصر، فقد قام شيرويه وهو ابن كسرى ملك الفرس على كسرى أبيه وقتله، وأخذ الحكم شيرويه من أبيه، وحدث ذلك الأمر في يوم الثلاثاء من شهر جمادى الأولى من السنة السابعة للهجرة النبوية الشريفة، وقد وصلت تلك الأخبار إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، وفي اليوم التالي عندما جاء الرجلين إلى النبي أخبرهم بذلك الأمر.

وعندما عاد الرجلان إلى باذان الذي أخبر الرجلين بالأمر الذي حدث لكسرى، وما فعله ابن كسرى الذي قتل والدهُ ملك الفرس، وكان ذلك سبباً كبيراً في دخول باذان ومن معه من أهل فارس الموجودين باليمن في دين الإسلام.


شارك المقالة: