كيف جهز الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جيشه في غزوة حنين؟
وبعد أن حصل النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام على جميع المعلومات التي يريدها عن جيش هوازن وعن قواتها المعسكرة في وادي حنين عمد عليه الصلاة والسلام إلى قواته فعبأها للقتال وذلك استعداداً للمعركة المهمة والفاصلة التي قد نشبت عند فجر اليوم الثالث عشر من شهر شوال في العام الثامن للهجرة النبوية الشريفة.
عندها هزم جيش المسلمين في الصدمة الأولى لهم في بداية المعركة هزيمة منكرة وكادت أن تكون ساحقة لولا أن ثبت الله عز وجل نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقلة من خلصاء أصحابه الكرام رضوان الله عليهم، وهم هيئة أركان حربه كان فيهم الصحابة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والعباس وسادة من الأنصار رضوان الله عليهم جميعاً.
فعاد عندها المنهزمون من جيش المسلمين إلى ميدان القتال وذلك عندما علموا أنّ رسولهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد بقي في قلب المعركة وقلب القتال وقد حملوا على جموع المشركين حملة رجل واحد، حينها مزقوا صفوفهم شر ممزق ومن ثم أنزلوا الهزيمة المدمرة الساحقة على الكفار.
وكان تجهيز الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لجيش المسلمين قبل وقت الفجر. وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القائد قد جهز الجيش لخوض المعركة على أساس قبلي، وهو ما فعله عندما استعد لدخول مكة وتحريرها.
فقد عمد صلى الله عليه وسلم إلى جيشه باتجاه وادي حنين والذي يبلغ عدده اثنا عشر ألفاً فقسمه إلى أقسام ثلاثة:
1. القسم الأول: المهاجرون من أهل مكة وحلفائهم.
2. القسم الثاني: الأنصار.
3. القسم الثالث: مختلف القبائل بمن فيهم المهاجرين السابقين الأوائل منهم.
أمّا القسم الأول وهم المهاجرون القرشيون وحلفاؤهم، فقد قسمهم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى كتائب ثلاث أعطى قيادتها الثلاثة من كبار المهاجرين وجميعهم من قریش.
وأمّا القسم الثاني وهم الأنصار ( الذين يمثلون العمود الفقري للجيش ) فقد نظمهم فرقتين رئيسيتين وهما الأوس والخزرج ينتسب لهما جميع الأنصار. وقد أعطى قيادة هاتين الفرقتين إلى سيدین من سادات الأوس والخزرج كل منهما يحمل لواء قبيلته الأعظم.
ثم قسم النبي صلى الله عليه وسلم رجال هاتين القبيلتين الرئيسيتين إلى فصائل على أساس قبلي أيضاً بحيث أصبحت كل فخيذة من الأوس والخزرج تجمع رجالها المنتسبين في الجيش فصيلة منفردة لها قائدها الخاص وعلمها الخاص.
على أن يكون ارتباط قائد كل فصيلة من القبيلة بحامل اللواء الأعظم من الأنصار وهو سعد بن عبادة أو أسيد بن حضير اللذان كل واحد منهما قائد عام لقبيلته الأم، وكان سعد بن عبادة قائد عام لقبيلة الخزرج، وأسيد بن حضير قائد عام لقبيلة الأوس، على أن يكون مرجع الجميع للرسول الأعظم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كقائد أعلى للجيش.
أمّا بقية القبائل العربية في الجيش من غير المهاجرين والأنصار، فقد عبأها الرسول صلى الله عليه وسلم على أساس قبلي أيضأ ، فجعلهم فصائل.
وكانت هذه الفصائل قلة وكثرة وذلك حسب عدد رجال القبيلة، فبعض القبائل بسبب كثرتها قسمت إلى أربع فصائل وعين لكل فصيلة حامل راية قائد، وبعضهم قسم إلى ثلاث فصال و بعضهم قسم إلى فصيلتين، وبعضهم كانت القبيلة كلها لقلة عدد رجالها فصيلة واحدة.