كيف نحافظ على صفة الصلاة الكاملة الخاشعة من جميع الوجوه؟

اقرأ في هذا المقال


المحافظة على صفة الصلاة الكاملة الخاشعة من جميع الوجوه:

إنّ من أعظم الأسباب الجالبة للخشوع في الصلاة هي أنّ يصلّي المسلم الصلاة الكاملة من كلّ وجهٍ؛ وذلك بإكمال شروطها قبل الدخول فيها، والقيام بإكمال أركانها وواجباتها وخشوعها وسننها والابتعاد عن مُبطلاتها ومكروهاتها، وصفةُ الصلاةِ الكاملة من كلّ وجهٍ أنّ يُصلّي المسلم كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يُصلّي؛ وذلك لحديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “صلّو كما رأيتموني أصلّي” رواه البخاري. وينبغي للمسلم أن يصلّي الصلاة بخشوعٍ على النحو التالي:

  • أنّ يُسبغ الوضوء:
    وهو أن يتوضأ كما أمره الله تعالى، وذلك اقتداءً بقوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” المائدة:6.
  • أنّ يتوجه إلى القبلة وهي الكعبة:
    وذلك لقول الله تعالى: “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ“البقرة:144.
  • يجعل له سترة يصلّي إليها إن كان إماماً أو منفرداً؛ لحديث سبرة بن معبدٍ الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليستتر أحدكم في الصلاة ولو بسهمٍ” ولحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل مؤخرة الرِّحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل فإنه يقطع صلاته: الحمار، والمرأة، والكلب والأسود، ويتأكد الدّنوُّ من السترة والصلاة إليها؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي عليه السلام أنه قال: “إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى السترةٍ، وليدن منها” رواه ابو داود، ويجعلُ بينه وبين سترتهُ قدر ممر الشاة، أو قدر مكان السجود، ولا يزيد على قدر ثلاثة أذرع، وكذلك بين الصفوف؛ ولحديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: “كان بين مصلّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة“. رواه البخاري .
  • يكبّر تكبيرة الإحرام:
    وذلك قائماً وقاصداً بقلبهِ، فعل الصلاة التي يُريدها، سواء من فريضةٍ أو نافلةً؛ تقرباً لله تعالى، قائلاً: الله أكبر، ناظراً ببصرهِ إلى محل سجوده، رافعاً يديه مضمومتي الأصابع، ممدودة إلى حذو منكبيه، أو إلى حيال أذنيه؛ لقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث المسيء صلاته: “إذا قمت إلى الصلاة فكبر” ولقول الله تعالى: “وقُوموا لله قانتين” البقرة:238. ولقول النبي عليه الصلاة والسلام لعمران بن حصين رضي الله عنه: “صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطيع فعلى جنبٍ” رواه البخاري.
  • يضع يديه على صدره بعد أنّ يُنزلهما من الرفع:
    وتكون اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد؛ وذلك لحديث ابن حجر قال: صلّيتُ مع النبي عليه الصلاة والسلام، “فوضع يده اليمنى على اليسرى على صدره” أخرجه ابن خزيمة.
  • نستفتحُ الصلاةِ بدعاء الاستفتاح:
    وهو يأتي على أنواع، يأتي بواحدٍ منهما ولا يجمع بينهما، ولكن يُنوع لكل صلاةٍ ومنها: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبّر في الصلاة سكتَ هُنيةًً قبل أن يقرأ، فقلت يا رسول الله با أبي أنت وأمي يا رسول الله أرأيت سكوتك بين القراءة والتكبيرة، ماذا تقول؟ قال: أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، “اللهم أغسل خطاياي بالثلج والماء والبرد” متفق عليه.
  • يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
    فإن قرأنا القرآن نستعذ بالله من الشيطان الرجيم، أو يقول أعوذ بالله من السميع العليم ومن الشيطان الرجيم، من همزهِ ونفخهِ ونفثهِ.
  • يقول بسم الله الرحمن الرحيم سراً:
    وذلك لحديث أنسٍ رضي الله عنه قال: صلّيت خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام وأبي بكر وعمر وعثمان، فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم، والبسملةُ آيةٌ مستقلةٌ.
  • يقرأُ بفاتحة الكتاب:
    ألا وهي الحمد لله رب العالمين إلى آخر السورة؛ وذلك لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب.” متفق عليه.
  • القول بعد الانتهاء من قراءة الفاتحة “آمين”:
    ويُجهر بها في الجهرية، ويُسرّ في السّرية، ومعناها اللهم استجب؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنها قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا فرغَ من قراءة أم القرآن رفعَ صوتهُ، وقال: “آمين”.
  • يقرأ سورة بعد الفاتحة، أو ما تيسر من القرآن في ركعتي الصبح والجمعة، وفي الركعتين الأوليين من صلاة الظهر والعصر والمغرب والعِشاء وفي جميع ركعات النفل.

  • إذا فرغ من القراءة كلها سكت سكتةً:
    وذلك يكون بقدر ما يترادّ إليه نفسه حتى لا يصل القراءة بالركوع، وذلك بخلاف السكتة الأولى قبل قراءة الفاتحة؛ فإنه يقرأ فيها دعاء الاستفتاح فتكون بقدره.
  • يركعُ مُكبراً رافعاً يديهِ إلى حذو مكنبيهِ، أو أذنيهِ:

    وهو أن يجعل رأسه حيال ظهرهوأن يضع يديه على ركبتيه، مفرقاً أصابع يديهِ؛ وهذا لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” الحج:77. ولحديث أبي هريرة رضي الله عنها قال: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يُكبر حين يقوم، ثم يُكبر حين يركع” متفق عليه.
  • أن يقول في الركوع ما يلي:

    “سبحان ربي العظيم” والأفضل أن يقولها ثلاثاً؛ وذلك لحديث حذيفة بين اليمان رضي الله عنه أنه صلَّ مع النبي عليه الصلاة والسلام فكان يقول في ركوعه: “سبحان ربي العظيم” وفي سجوده “سبحان ربي الأعلى” هناك روايةً أخرى “سبحان ربي العظيم” ثلاث مراتٍ وإن شاء زاد على ذلك.
  • يرفع رأسهُ في الركوع وذلك بأن يرفع يديه حذو منكبيه أو أذنيه قائلاً ما يلي:
    سمع الله لمن حمده، سواء كان إماماً أو منفرداً، ويقولان بعد قيامهما: “ربنا ولك الحمد”؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنّا لك الحمد؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبهِ” متفق عليه.
  • يسجدُ مُكبراً واضعاً ركبتيه قبل يديهِ إذا تيسر ذلك له:

    إيّ إنّه إذا شقّ عليه قدّم يديه قبل ركبتيهِ؛ لقول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” الحج:77.
  • قوله في السجود ما يلي:

    “سبحان ربي الأعلى”
    وأن يقولها ثلاثاً؛ وذلك لحديث حذيفة رضي الله عنه، وإنّ شاء زاد على ذلك ما ثبت في الأحاديث الأخرى عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يلي: وهو “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي”.
  • يرفع رأسهُ من السجود مكبّراً:
    وهو أن يعتدلُ جالساً؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المسيء صلاته، وفيه: “ثم ارفع حتى تطمئنَ جالساً”.
  • قوله بين السجدتين:
    وذلك قول “ربّ اغفر لي ربّ اغفر لي”؛ وهذا لحديث حذيفة رضي الله عنه يرفعهُ: وكان يقعد بين السجدتين نحواً من سجوده وكان يقول: “ربّ اغفر لي ، ربّ اغفر لي” وإذا شاء زاد على ذلك، كأن يقول: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني واجبرني وارزقني وارفعني” وهذا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام كأن يقول بين السجدتين: “اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني”.
  • يسجد السجدة الثانية مُكبراً.
  • يرفع رأسهُ مكبراً، ويجلس جلسة خفيفة تسمى جلسة الاستراحةِ:
    وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المسيء صلاته، وفيه: “ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”. رواه البخاري.
  • ينهض على صدور قدميهِ وركبتيهِ مكبّراً قائماً إلى الركعة الثانية، معتمداً في ذلك على فخذيه إنّ تيسر له ذلك؛ وذلك لحديث وائل وفيه: وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه وإنّ شقّ عليه اعتمد على الأرض؛ لحديث مالك بن الحويرث، وفيه: “وإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس اعتمد على الأرض ثم قام” رواه البخاري.
  • يُصلّي الركعة الثانية مثل الأولى؛ وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام للمسيء صلاته: “ثم افعل ذلك في صلاتك كلها” متفق عليه.

شارك المقالة: