تحريم لحم الخنزير في الإسلام:
إنّ الخنزير هو عبارة عن حيوان وصف بأنه نجسُ العين، وأن أكلهُ وجميع مشتقاتهُ محرمة، وأيضاً المستحضرات التي تستخرج من أجزائه المستخدمة في الطعام والشراب والدواء وغير ذلك، و يجب على المسلم أن يتعامل معها كمادةٍ نجسة و محرمٌ استعمالها في الأكل و الشرب و في ما يشترط فيه الطهارة كالصلاة و غيرها، و لقد نهى الله عَزَّ و جَلَّ عن أكل لحم الخنزير و حرم ذلك في آيات من القرآن الكريم بشكل صريح لما فيه من الضرر.
فقال تعالى: “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” البقرة:137.
وقال تعالى: “قُل لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُون مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّه رِجسٌ أَو فِسقًا أُهِلَّ لِغَير اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” البقرة:145.
يُحرم أكلُ لحوم الخنزير وذلك لما دل في الكتاب والسنة. فقال تعالى: “قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ” الأنعام:145. فالدليلُ هنا واضح وصريح في حرمة لحم الخنزير، وقد خصّ اللحم بالذِكر، على الرغم من أنّ جميع أجزائه محرمة؛ لأنّهُ أعظمُ ضرراً، وقرنت به أيضاً علة التحريم وهو يعتبر رجساً.
قال تعالى في كتابه العزيز: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. المائدة الآية 3.
لقد تحدثت الآية الكريمة عن سبب تحريم لحم الخنزير في الإسلام، وعندما يحرم الله سبحانه وتعالى علينا شيئاً فإنّنا نبتعد عنه من غير أن نسأل لا عن حكمة ولا عن السبب، ويقول الأطباء المختصون الذين حلّلوا لحم الخنزير بأنّه يحتوي العديد من الطفيليات أهمها الديدان الشريطية التي تنتقل للإنسان فتصيب عضلات القلب أو يصيب جميع العضلات الأخرى. ولا يوجد شيء يميز لحم الخنزير عن باقي اللحوم فهو من أكثر اللحوم المشبعة بالدهون المسببة لأمراض القلب و الشرايين، وقالت الدراسات أنّه يسبب أكثر من 450 مرض منها 26 مرض وبائي على الإنسان يصعب السيطرة عليها، ومن الأمراض التي يسببها أكل لحم الخنزير: التليف الكبدي ، إنفلونزا الخنازير، البلهارسيا اليابانية الكثير من الأمراض الخطيرة.
أمّا في السنة الكريمة: عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله صلى اللهُ “والذي نَفسي بيده، ليوشِكن أن ينزِل فيكم ابن مريم حكما عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويَضع الجزيةَ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكونَ السجدةُ الواحِدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها” رواه البخاري.
سبب تحريم لحم الخنزير:
السبب الرئيسي في تحريم لحم الخنزير على المسلمين هو أنّه جاء في القرآن الكريم أن بعض الأطعمة مسموح بها، بينما نصت صراحة على حرام البعض الآخر ممّا يعني التحريم. ولحم الخنزير من تلك الأطعمة المحرمة، ومع ذلك، هناك استثناء مكتوب في القرآن الكريم أيضًا حيث ينص على أنّه يمكنك تناوله إذا كنت تتضور جوعاً وليس هناك شيء آخر تأكله سوى لحم الخنزير. وهذا أيضًا يتوافق مع العقيدة اليهودية، وفقًا لقوانينهم وتقاليدهم في تناول لحوم الكوشر.
إنّ لحم الخنزير ليس قذرًا ولكنّه يعتبر نجسا وغير صحّي وأنه ضار للإنسان بسبب الدهون والسموم والبكتيريا التي يحتوي عليها، والطريقة التي يقضي بها الخنزير حياته يتدحرج في الوحل وفضلاته.
لقد أثبت العلماء أنّ الجانب المحدد الذي يعتبر لحم الخنزير غير صحي، حيث جادل الدكتور “هانز هاينريش” بأنّ السكان الغربيين الذين يأكلون لحم الخنزير يعانون من أمراض أكثر من غيرهم من السكان الذين لا يأكلون لحم الخنزير. يمكن أيضًا العثور على لحم الخنزير المعالج في العديد من الأطعمة الأخرى على شكل جيلاتين.