ليلة القدر

اقرأ في هذا المقال


ليلة القدر عند المسلمين: هي ليلة تقع فيها مناسبة هامة حدثت في شهر رمضان،
حيثُ يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم قد أُنزل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم
حيث ينص القرآن على ذلك في سورة خاصة هي سورة القدر، وفيها أن هذه الليلة خيرٌ
من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات حتى مطلع الفجر، وثبت بالسُنة النبوية
الحث على تحري هذه الليلة.

فضل ليلة القدر

  • أنزل فيها القرآن الكريم: قال تعالى (( إنا أزلناه في ليلة القدر )) “القدر 1”.
  • يقدّر الله سبحانه وتعالى فيها كلُّ ماهو كائنٌ في السنة:
    قال تعالى:(( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) )) ” الدخان.
    ففي تلك الليلة يقدرث الله سبحانه وتعالى مقادير الخلائق على مدار العام، ويكتبُ فيها الأحياء.
    والأموات، والناجون والهالكون، والسُعداء والأشقياء، والعزبزُ والذليلُ، وكل ما أراده الله سبحانه
    وتعالى في السنة المقبلة، يكتبُ في ليلة القدرِ هذه.
  • إنها ليلةٌ مباركة: قال تعالى:(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ  )) ” الدخان”.
  • العبادةُ فيها تفضل العبادة في ألف شهر:
    ((  لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)  )) ” القدر “.
    فالعبادة فيها أفضل عند الله من عبادة ألف شهرٍ، ليس فيها ليلة القدر.
  • ينزل فيها جبريل والملائكةُ بالخير والبركة:
    قال تعالى: (( تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)  )) ” القدر”.
  • ليلةُ القدر سلامٌ: قال تعالى: (( سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) )) ” القدر”.
    فهي ليلة خالية من الشر والأذى، وتكثرُ فيها الطاعة وأعمالُ الخير والبر،
    وتكثرُ فيها السلامة من العذاب.
  • ليلة القدر لا يخرج الشيطان معها:
    والدليل على ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود- رضي الله عنه-
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((  رواية لمسلم: صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ.

مايشرع في ليلة القدر

_ أولاً القيام : يشرع في هذه الليلة الشريفة قيامُ ليلها بالصّلاة.
والدليل من السُنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (( ومن قام ليلةُ القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبهِ )).
_ثانياً الاعتكاف: يُشرع في ليلة القدر الاعتكاف، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعتكفُ في العَشرِ الأواخر، إلتماساً لليلة القدر.
والدليل من السُنة: عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (( من كان اعتكفَ معي، فليعتكف العَشرِ الأواخر، وقد أُريتُ هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتني
أسجدُ في ماءٍ وطين من صبيحتها فالتمسوها في العَشرِ الأواخر، والتموسها في كلّ وترٍ )).
_ ثالثاً الدعاء: يشرعُ الدعاء فيها والتقربُ به إلى الله تبارك وتعالى.
والدليل من السُنة على ذلك: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله،
أرأيت إن علمت أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللهم، إنك عفوّ كريم
تحبُ العفوَ فاعفُ عنيّ )).
_ رابعاً العمل الصالح: قال كثير من المفسرين: أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر
ليس فيها ليلة القدر؛ ففي تلك الليلة يُقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر.

وقت ليلة القدر وعلامتها

ليلة القدر في العَشر الأواخر من مضان، وهي في الأوتار أقربُ من الأشفاعِ،
وهو مذهب الشافعية، والحنابلة، وقول المالكية، واختاره ابن تيمية.
الأدلة على ذلك من السُنة: عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:(( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العَشر الأواخر من رمضان )).
أيضا : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
(( رأى رجلٌ أن ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أرى رؤياكم في العشر الأواخرِ، فاطلبوها في الوتر منها )).

ليلة القدر تنتقل أم ثابتة؟

لا تختص ليلة القدر بليلة معينةٍ في جميع الأعوام، بل تنتقلُ في ليالي العشر
الأواخر من رمضان، وهو مذهب الشافعية، والحنابلة، وقول عند المالكية وهو
قول أكثر أهل العلم.
والأدلة من السُنة: عن عبد الله بن أُنيس أنّ رسول الله صلى الله قال:(( أريتُ ليلة القدر
ثم أُنسيتُها، وأراني صبحها أسجدُ في ماءٍ وطين، وقال: فَمُطرنا ليلة ثلاث وعشرين،
فصلّى بنا رسول الله، فانصرف، وإنّ أثر الماءِ والطين على جبهتهِ وأنفهِ )).

بقاء ليلة القدر

ليلة القدر موجودةٌ لم ترفع، وباقيةٌ إلى يوم القيامة
الأدلة من السنة على ذلك: عن عائشة رضي الله عنها، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (( تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشرِ الأواخرِ من رمضان )).

علامة ليلة القدر

من علامات ليلة القدر أنّ الشّمس تطلعُ في صبحيتها صافية، ليس لها شُعاع.
الدليل من السُنة: عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنّه قال:(( أخبرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلّم أنّها تطلعُ يومئذٍ لا شُعاعَ لها )).
وفي لفظ آخر لمسلم .

 سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يقولُ: وَقِيلَ له إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وَوَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا.

الراوي : أبي بن كعب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 762 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

)).




شارك المقالة: