ماذا صنع الإسلام بقائد جيش هوازن

اقرأ في هذا المقال


ماذا صنع الإسلام بقائد جيش هوازن  :

ذلك هو دين الله الإسلام إذا لامس قلب الإنسان وخالطه، أزال من الإنسان جميع عناصر الشر، ومن ثم غرس مكانها دوافع وبذور  الخير.

وهذا القائد مالك بن عوف النصري قائد وملك جيش هوازن، عندما كان على الشرك غاية في العناد والمكابرة والمضي في مضمار الشيطان.

فقد جمع القائد الملك مالك بن عوف النصري عشرين ألف مقاتل من رجال هوازن للقيام بتدمير الإسلام والاستيلاء على مكة المكرمة، فخرج بهذه القوات غازياً، ومصمماً على إخراج المسلمين من مكة المكرمة معلنا فيها  انتصاراً للشرك والوثنية .

ورأينا كيف بذل القائد مالك بن عوف جهده لإنزال الهزيمة المدمرة بجيش الإسلام والمسلمين، وكيف أنّه عناداً منه عندما عارض بعض عقلاء قومه حمله النساء والذرية والأموال مع جيش هوازن، فعارضوا بعض مخططات قائدهم الملك مالك بن عوف النصري للمعركة القادمة الحاسمة، فقام بتحديدها بأنّه سينتحر إذا لم يوافقوه على خطته التي رسمها لمحاربة جيش المسلمين، ورأينا كيف كان جهاده وكمية صبره في القتال لتوطيد دعائم الش في معركة حنين الكبرى.

ولكن ها هو اليوم القائد الملك مالك بن عوف النصري قائد وملك قوات هوزان بنفسه وبعد أن جعل دين الإسلام منه إنساناً آخر، إنساناً أدبه القرآن كتاب الله عز وجل وهذب طباعه النافرة بالإسلام، ها هو يتحول إلى سیف باتر سله الله على المشركين، فصار يشن عليهم الغارات صادقة تمحق كل من كان ضد الإسلام مخلصة للإسلام، حتى أزعجهم، وخاصة قومه قبيلة ثقيف، فأصبح جهاده من أكبر العوامل التي مهَّدت الطريق لسلطان دين الإسلام کي بیسط ظلّه على قبيلة ثقيف التي ظلت حتى السنة التاسعة للهجرة مستعصية، تتمسك بكفرها تقاوم الدعوة الإسلامية، وتحاربها بكل شراسة وعناد .

قال الواقدي: “واستعمل نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم القائد الملك مالك بن عوف النصري على من أسلم من قومه ومن تلك القبائل حول مدينة الطائف ومن قبيلة هوازن، فكان قد ضوی (اِنْضَمَّ) إليه قوم مسلمون، وعقد له لواء، فكان يقاتل بهم، ولا يخرج لقبيلة ثقيف سرحٌ إلا أغار عليه، وقد رجع حين رجع وقد سرح الناس مواشيهم، وأمنوا فيما يرون حيث انصرف عنهم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم ، فكان لا يقدر على سرح إلا أخذه، ولا على رجل إلا قتله، فكان قد بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخمس ممّا يغير به، مرة مائة بعير ومرة ألف شاة ، ولقد أغار على سرح لأهل مدينة الطائف فاستاق ألف شاة في غداة واحدة”.

فقال أبو محجن بن حبيب:

“تهاب الأعداء جانبنا     ثم تغزونا بنو سلمة
وأتونا في منازلنا        ولقد كانوا أولى نقمه”

وقال القائد الملك مالك بن عوف النصري شعرا يمتدح فيه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو:

“ما إن رأيت ولا سمعت بمثله       في الناس كلهمُ بمثل محمد
أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدی   ومتى تشأ يخبرك عمّا في غد
وإذا الكتيبة عرَّدت أنيابها              بالمشرفّيِّ وضرب كل مهنَّد
فكأنَّه ليث على أشباله              وسط الهباء خادر  في مرصد”


شارك المقالة: