اقرأ في هذا المقال
شروط صحة السعي بالصفا والمروة:
يشترط لصحة السعي بين الصفا والمروة ثمانية شروط:
1. الإسلام: فيجب على الساعي بين الصفا والمروة انّ يكون مسلماً وعالماً بجميع أحكام الشريعة الإسلامية.
2.العقل:
3. النية:
4. الموالاة: فيلزم الحاجّ أنّ يوالي في سعيه بين الأشواط السبعة، ولا يفصل بينها، وإلا بطل السعي؛ قياساً على الطواف إلا إذا كان الفصل يسيراً عُرْفاً، أو أُقيمت الصَّلاة، أو حُضرت جنازةٌ للصلاة عليها، فله أن يصلي ويكمل سعيه كما مرَّ في الطواف.
5. المشي مع القدرة: فلا يجوز له أن يسعى راكباً إلا لعذرٍ شديد وإلا بطل سعيه ؛ قياساً على الطواف .
6. أن يكون السعي بعد طوافٍ، حتى لو كان هذا الطواف سنَة، كطواف القدوم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
سعى بعد طوافه وقد قال:” يَا أَيُّها النَّاسُ خُذُوا مَنَاسِكَكُم فَإِنَّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ عَامِي هَذَا“رواه مسلم والنسائي واللفظ له.
فلو سعى دون أن يُسبق هذا السعي بطوافٍ فسعيه غير صحيح . وكذا إذا سعى بعد طوافٍ لكن هذا الطواف لم يكن على طهارةٍ ، فسعيه أيضاً غير صحيح ؛ وذلك لبطلان الطواف الذي تقدمه لا يُشترط أن يكون السعي بعد الطواف مباشرةً بل ذلك سنة، فلو أخَّر السعي إلى الليل فلا بأس في ذلك.
قال الإمام أحمد: “لا بأس أنّ يؤخر السعي حتى يستريح، أو إلى العَشي”.كتاب المغني.
7. أن يكون السعي سبعة أشواطٍ : فيجب عليه أن يسعى بين الصفا والمروة سبعُ مراتٍ ؛ وذلك لفعل النبيّ صلى الله عليه وسلم، كما في حديث ابن عمر” وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ سَبْعًا“. رواه البخاري ومسلم.
فيبدأ بالصفا ويختم بالمروة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا كما في حديث جابر وفيه، فَلَما دَنا مِنَ الصفَا قَرَأَ :” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ” البقرة:185″.فيبدأ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ . فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِىَ عَلَيْهِ .رواه البخاري ومسلم.
فلو بدأ بالمروة قبل الصفا لم يُعتد بذلك الشوط ولا يُحتسب ،ويكون ذهابه من الصفا إلى المروة شوطاً ورجوعه
من المروة إلى الصفا شوطاً آخر ؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر في وصف حجتة عليه
الصلاة والسلام .
8. إستيعاب ما بين الصفا والمروة : فيجب علي الساعي أن يستوعب جميع المكان الذي بين الصفا والمروة بالسعي لفعله صلى الله عليه وسلم . وقد قال:”يَا أَيُّها النَّاسُ خُذُوا مَنَاسِكَكُم“. فلو ترك خطوة منه لا يصح سعيه .
حكم السعي بين الصفا والمروة:
إنّ حكم صحة السعي بين الصفا والمروة، هو قطع الحاج أو المعتمر المسافة الكائنة بين الصفا والمروة، متردداً بينهما سبع مرات ذهاباً وإياباً بعد طواف، مبتدئاً بالصفا ومنتهياً بالمروة، وهو ركن من أركان الحجّ والعمرة، وهو مذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة، وقول عائشة وابن عمر رضي الله عنهما وطائفةٌ من السلف.
فقال الله تعالى:”إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ”.البقرة: 158
مامعنى الهرولة في السعي بين الصفا والمروة:
الحكمة من الهرولة للرجال، أنه كان في هذا المكان وادٍ، أي مسيل مطر، والوادي في الغالب يكون نازلاً ويكون رخواً رملياً فيشق فيه المشي العادي ، فيركض ركضاً ، وأصل السعي أن يتذكر الإنسان حال أم إسماعيل، فإنها رضي الله عنها لما تركها إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي وابنها في هذا المكان، وجعل عندها سقاءً من ماء وجراباً من تمر، فجعلت الأم تأكل من التمر وتشرب من الماء، وتسقي اللبن لولدها، فنفدَ الماءُ ونفد التمر، فجاعت وعطشت ويبس ثديها، فجاع إبنها، وأصبحَ يتلوى من الجوع، فأدركتها الشفقة على إبنها، فرأت أقرب جبلٍ إليها الصفا فذهبت إلى الصفا، وجعلت تتحسس لعلها تسمع أحداً، ولكنها لم تسمع، فنزلت إلى الإتجاه الثاني إلى جبل المروة، ولما هبطت في بطن الوادي نزلت عن مشاهدة ابنها، فجعلت تسعى سعياً شديداً ، حتى تصعد لتتمكن من مشاهدة ابنها، فكانت تصمت، لتسمع وتتحسس على المروة، ولكن لم تسمع شيئاً، حتى أتمت هذا سبعُ مرات ثم أحست بصوت، ولكن لا تدري ما هو، فإذا جبريل نزل بأمر الله عزّ وجل ، فضرب بجناحه أو برجله الأرض ليخرج لها ماء زمزم وبدأت تشرب وتسقي طفلها.