ما هي فضائل يوم عرفة؟

اقرأ في هذا المقال


يوم عرفة: إنّ ليوم عرفة فضائل كبيرةٌ وعظيمةٌ وجليلةٌ. وسنتعرَّف في هذا المقال على فضائل هذا اليوم الجليل ومن أهمِّها:

  • عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال:“ما من يومٍ أكثرُ من أنّ يُعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنّه ليدنو، ثم يُباهي بهم الملائكةُ، فيقول: ما أراد هؤلاء؟” رواه مسلم.
  • يوم عرفة، وهو يوم إكمالِ الله لنبيه وأمَّتهِ الدين: فيوم عرفة: هو اليوم الذي أنهى الله فيه لهذه الأمَّة الدين، وأتمّ فيه النعمة؛ ففيه نزلَ قولُ الله تعالى:” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا “.المائدة:3.
    وهذه الآية العظيمة التي قال عنها اليهود وقد فهموا معناها، قالوا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إنَّكم معشر المسلمين، تقرءون في كتابكم آية لو نزلت علينا معشر اليهود؛ لاتخذنا ذلك اليوم عيداً.. فقال عمر لهم: وما تلك؟ قالوا هي قوله تعالى:” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” ؛ فقال عمر رضي الله عنه: والله إنِّي لأعلم في أيِّ يومٍ أنزلت وفي أيِّ ساعة أنزلت وأين أنزلت وأين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أُنزلت: أنزلت ورسول الله فينا يخطبُ ونحن وقوفٌ بعرفة.هكذا قال عمر.
  • إنّ يوم عرفة، يومُ العتق من النار والمغفرةُ للسيئات: ففي هذا اليوم يُكثر عُتقاء الله، تبارك وتعالى
    من النار، ويجودُ فيه الله تعالى على عباده المؤمنين، ويباهي بهم ملائكتهُ المُقربين. وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:”إنَّ الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً”.أحمد وصحَّحه الألباني.
  • إنّ يوم عرفة: هو يومٌ أقسم الله به، والعظيم لا يقسم إلّا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى:” وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ “البروج: 3. قال أبو هريرَة رضي الله عنه: قَالَ رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسلَّم :“اليَوْمُ الموعود يَوْم القِيَامَةِ، واليَوم المَشهود يَوم عَرَفَةَ وَالشَاهد يَوم الجمعَة”رواه الترمذي وحسَّنه الألباني. ويوم عرفة هو الوتر الذي أقسم الله به في قوله:” وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر”الفجر: 3. قال ابن عباس:”الشفع هو يوم الأضحى، والوترهو يوم عرفة”.
  • إنّ صوم يوم عرفة يُكفِّر ذنوب سنتين، وهذا ما أخبرنا به نبينا العظيم صلَّى الله عليه وسلم بأنَّ صيامه فيه أجرٌ عظيم وثواب كبير، وهذا الأجر وهذا الثواب هو مغفرة ذنوب سنتين،ولنعرف ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول:“صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ. رواه مسلم.
    وهذا يستحب لغير الحاج. أمّا الحاجّ فلا يُسنُّ له صيام يوم عرفة؛ لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنّه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة؛ فيجب على المسلم أنّ يحرص على صيامه، وليأمر كلًّاً منَّا أهله، ولنجعله يوماً رمضانيًّا من أجل أن ننال فيه مغفرة الله تعالى ورضوانه.
  • إن يوم عرفة، يومٌ يغيظ الشيطان، يوم يَعُمُّ الله عباده بالرحمات، ويكفِّر عنهم السيئات، ويمحو عنهم الخطايا والزلات، ممّا يجعل الشيطان يندحر صاغراً؛ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم وهو يصفُ الشيطان وحاله في ذلك الموقف. يقول: “مَا رُئيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ”. رواه مالك والبيهقي وعبدالرزاق وابن عبدالبر.



شارك المقالة: